أوضحت دراسة أن البالغين الذين يتناولون طعاما صحيا أقل عرضةً للإصابة بالاكتئاب، إضافة إلى أن الأكل الصحي مرتبط باحتمالية أقل للإصابة بالأمراض المزمنة الأخرى، مثل السمنة وضغط الدم المرتفع وارتفاع الكوليسترول والنوبات القلبية والسكري.



تأثير تراكمي

أجرت منظمة غالوب ومؤسسة شيركير الطبية دراسة تعتمد على أكثر من 177 ألف مقابلة مع بالغين أميركيين من يناير وحتى ديسمبر 2016، كجزء من مؤشر غالوب وشيركير للرفاهية.

وأوضح تقرير نشره موقع gallup أن «الباحثين سألوا المشاركين عمّا إذا كانوا قد تناولوا طعاما صحيا طوال يوم البارحة، ولأن الاستطلاع لا يقيس عادات الأكل بعيدة المدى، فمن غير المعروف إذا ما كان المشارك تناول طعاما صحيا البارحة فقط، أم أن لديه نمطًا صحيا طويل المدى في تناول الطعام»، مشيرا إلى أنه قد يكون لكل يوم من تناول الطعام الصحي تأثير تراكمي.



تراجع الاهتمام بالطعام الصحي

أوضح التقرير أن «الدراسة وجدت علاقة قوية بين تناول الطعام غير الصحي والاكتئاب من ناحية، وبالأمراض المزمنة من ناحية أخرى».

وأضاف أن «السبب وراء هذه العلاقة غير واضح، فالأميركيون الذين يتناولون طعاما صحيا قد يقومون ببعض العادات الصحية الأخرى مثل ممارسة الرياضة بانتظام وضبط التوتر، والتي تسهم جميعها في تقليل احتمالية الإصابة بالأمراض المزمنة»، مشيرا إلى أن العلاقة بين الأكل غير الصحي والاكتئاب والأمراض المزمنة تؤكد أهمية اتباع العادات الصحية الجيدة.

 وكشف التقرير أن «الأميركيين غيروا من عاداتهم الغذائية، فقد قال 63.2% منهم إنهم تناولوا طعاما صحيا طوال البارحة في 2016، وهي النسبة الأقل منذ أن بدأت غالوب وشيركير بقياس ذلك في 2008»، مضيفا أن ذلك يؤكد تراجعا في الاهتمام بالطعام الصحي.



سلوكيات صحية

كشف التقرير أن «الدراسات السابقة لطالما ربطت الأكل الصحي بنتائج صحية أفضل، ولكن الدراسة الجديدة أكدت هذه العلاقة، خاصة مع تزايد معدلات السمنة والسكري والاكتئاب»، مشيرا إلى أن تحسين العادات الغذائية جدير بالاهتمام بالنسبة لمسؤولي الصحة والقادة والأسر.

وأبان أن «المجتمع ومقر العمل والأسرة بإمكانهم أن يلعبوا دورا مهما في مساعدة الأفراد على تبني سلوكيات صحية، فبإمكان الشركات أن تطور برامج لتنبيه الموظفين بخصوص اتباع عادات صحية أكثر، كما أن بالإمكان تقديم برامج توعوية تشارك وصفات طبخات ونصائح تحث على الأكل الصحي».

وأكد التقرير أن «الأصدقاء والأسر وحتى جهات العمل جميعهم قادرون على لعب دور في مساعدة الأفراد على المحافظة على العادات الغذائية السليمة، من أجل تقليل فرص تشخيصهم بالإصابة بعدد معين من الأمراض المزمنة، كما أن بإمكان هذه التغييرات أن تكون ذات آثار إيجابية ودائمة على الاقتصاد الأميركي، وكذلك على مقرات العمل والأسر والأفراد».