شهدت الحرب الأميركية على تنظيم القاعدة في اليمن تكثيفا لافتا منذ مطلع العام الحالي، مع وصول الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلطة، وأكد متابعون للشأن اليمني أن الضربات الجوية التي شنتها المقاتلات الأميركية على مواقع القاعدة في الأشهر الثلاثة الماضية، تفوق التي وقعت خلال فترتين كاملتين من حكم الرئيس السابق، باراك أوباما «2008 -2016». حيث كانت الضربات في تلك الفترة تتم بشكل خاطف وعلى فترات متباعدة، أما في الوقت الحالي فلا يكاد يمر يوم أو يومان دون أن تشن الطائرات الأميركية غارات على عناصر القاعدة في عدد من المحافظات اليمنية، خصوصا البيضاء، وشبوة، وأبين، ومأرب. ووفقا لآخر البيانات الصادرة عن البنتاجون، فقد شنت المقاتلات الأميركية، منذ 28 فبراير وحتى أواخر أبريل الماضي، أكثر من 90 غارة ضد مواقع التنظيم في اليمن. ونجحت تلك الغارات في تدمير العديد من مواقع التنظيم المتطرف، إضافة إلى سقوط مقاتلين بشكل شبه يومي، كانت معسكرات التنظيم ومخازن أسلحته تتعرض للتدمير المتواصل، وهو ما دفع زعيم القاعدة في جزيرة العرب، قاسم الريمي، إلى تهديد أميركا بالرد.




عمليات متنوعة

لم تقتصر العمليات العسكرية الأميركية ضد تنظيم القاعدة خلال 2017، على تكثيف الضربات الجوية التي تنفذها طائرات بدون طيار، فالبحرية الأميركية المرابطة في خليج عدن، شنت عدة هجمات على مواقع التنظيم في محافظة أبين، جنوبي البلاد، وهو ما شدد الخناق على المتطرفين. وخلال أبريل الماضي، كانت مواقع التنظيم في مناطق «خبر المراقشة»، وغربي مدينة «مودية»، بمحافظة أبين، هدفا لضربات البحرية، في تطور نوعي للحرب ضد القاعدة. ورغم إجلاء القوات الأميركية في جنوبي البلاد، والعسكريين الذين كانوا يوجدون في سفارة واشنطن بصنعاء، عقب اجتياح الحوثيين للعاصمة، في سبتمبر 2014، وتقدمهم نحو جنوبي البلاد، إلا أن واشنطن أعادت بعض قواتها مجددا للحرب ضد القاعدة، حيث أقر المتحدث باسم البنتاجون، جيف ديفيس، منتصف أبريل الماضي، بوجود محدود لقوات بلاده في جنوبي اليمن «في إطار الحرب ضد إرهاب تنظيم القاعدة». مؤكدا أن استهداف المواقع الإرهابية سيستمر، وأن الغارات التي تنفذها واشنطن تهدف للقضاء على التنظيم، وإعادة الأراضي التي يسيطر عليها للحكومة الشرعية.




تراجع القاعدة

يتظاهر قادة القاعدة بعدم اكتراثهم بالضربات الأميركية التي تستهدف عناصرهم، لكن العمليات الأخيرة، أخرجت زعيم التنظيم، قاسم الريمي، عن صمته، وخرج يتوعد أميركا بالرد. وهاجم الريمي، في اللقاء الذي نشره أحد المواقع الموالية للتنظيم، إدارة ترمب، واعتبر تكثيف عملياتها العسكرية «انعكاسا للفشل المتراكم للإدارات الأميركية. ولا يُعرف على وجه الدقة عدد القيادات من تنظيم القاعدة التي سقطت خلال العمليات الأخيرة، ومنذ عملية «يكلا» في البيضاء التي أسفرت عن مقتل 14 من عناصر التنظيم. وتسببت الضربات المكثفة في تواري التنظيم بشكل كبير عن الأنظار في المناطق التي بدأ بالسيطرة عليها بشكل علني ونشر حواجز تفتيش في شوارعها. وقال مصدر محلي في شبوة إن عناصر التنظيم بدأت بالذوبان في المجتمع والتحرك في شكل خلايا نائمة. وأضاف «حتى في المديريات النائية في الصعيد تسببت الضربات في تواري التنظيم. وتم إخلاء مناطق قبيلة آل عاطف، التي ينتمي لها زعيم التنظيم في المحافظة، سعد بن عاطف، ويبدو أنهم انتقلوا للعيش في كهوف وسط الجبال».