فيما نجح فرع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بعسير، ممثلا في دار الحماية الاجتماعية، في انتشال فتاة تبلغ من العمر 17 عاما من العنف المستمر الواقع عليها من والدها، قرر المسؤولون عن قضية الفتاة تسليمها إلى جدتها من جهة الأب، وذلك بغرض حمايتها من أي اعتداء في المستقبل، إذ تعهد الأب أمام الجهات المختصة بعدم المساس بها أو التعرض لها، خصوصا أن القضية حظيت باهتمام إعلامي خلال الأيام الماضية في مركز القحمة التابع لعسير، إذ تنفرد «الوطن» بنشر تفاصيل هذه القضية.
فقدان الأم
في اللحظة التي تداولت فيها مواقع التواصل الاجتماعي صورا للفتاة، تظهر تعرضها للعنف الأسري من والدها، تدخّل خال الفتاة وقدم شكوى ضد الأب إلى الجهات المختصة، مطالبا بحمايتها من الاعتداءات المتكررة.
«الوطن» تواصلت مع خالها موسى حسين، الذي سرد تفاصيل الحادثة قائلا، إن والدة المعنفة توفيت وهي في عمر عام، مما دفع الأسرة إلى نقلها إلى جدتها من أمها، نظرا لارتباط والدها بعمله في القطاع العسكري، وبعد 10 سنوات عاد الأب ليطالب بحقه في رعايتها.
وأضاف، «لم نمانع ذلك، باعتباره حقا شرعيا له، ولم نكن نتخيل أن يؤذي ابنته بهذا الشكل في يوم من الأيام».
وتابع خال المعنفة، بعد مرور عدة أشهر من ذهابها مع والدها، علمنا أن والدها يضربها، وذلك خلال ما رأيناه على جسدها من آثار، فاعتبرنا أن الأمر مجرد حادثة، ولن يتكرر، ولكن بعد مرور سنوات من ذلك، وتحديدا عند بلوغها، كثرت اعتداءات والدها عليها، ونقلت الفتاة الشكوى إلينا أكثر من مرة، وحاولنا أن نثنيه عن تصرفاته دون جدوى.
تدخل رئيس المركز
يقول خال الفتاة، إنهم أبلغوا مركز شرطة القحمة بالواقعة، خلال بلاغ رسمي، لكن الشرطة رفضت التدخل بحجة أن الموضوع شأن عائلي، الأمر الذي دفع خال الفتاة إلى إبلاغ رئيس المركز الذي تدخل على الفور، وطلب من الشرطة التحقيق في القضية. في هذا الوقت، انتشرت صور تؤكد تعرض الفتاة للعنف، فتدخلت الشرطة وأحالت الفتاة إلى المستشفى، وذلك بعد 6 أيام من اعتداء والدها عليها، ثم وصل فريق الحماية الأسرية وتابع القضية، وطلب كل أطرافها للتحقيق. إلى ذلك، أيّد عم الفتاة حمايتها من العنف المستمر ضدها، مشيرا إلى أن أخاه يعاني نفسيا وغير مؤهل لرعايتها، على الرغم من أن لديه زوجة، وله منها عدة أطفال.
متابعة مستمرة
أكد المتحدث باسم وزارة العمل والتنمية الاجتماعية خالد أبا الخيل، في وقت سابق، أن الوزارة تتابع مع شرطة القحمة القضية أولا بأول، وأن الفتاة أحيلت إلى المستشفى لإجراء الكشف الطبي عليها، ثم متابعة الإجراءات الخاصة بحمايتها.
بدوره، اكتفى مدير فرع الوزارة بعسير، حسين المري، بالتأكيد على أن فريق الحماية الاجتماعية، بعد اطلاعه على تفاصيل القضية، توصل إلى حل مُرضٍ لكل الأطراف، ويحقق الحماية المطلوبة للفتاة. من جانبها، أكدت مصادر لـ«الوطن» أن الحل الذي توصل إليه فريق الحماية، تمثّل في نقل الفتاة للعيش في أحضان جدتها من أبيها، وذلك بعد أخذ كل التعهدات اللازمة على الأب بعدم التعرض لها.