أشارت صحيفة تليجراف البريطانية إلى أن تكرار فشل عمليات إطلاق صواريخ كوريا الشمالية خلال الفترة الماضية، ربما يكون السبب الرئيسي فيه هجوم إلكتروني أميركي.
وأضافت، أن عملاء تابعين لوكالة الاستخبارات الأميركية CIA، ركزوا جهودهم خلال السنوات السابقة على محاولة اختراق البرنامج النووي لبيونج يانج، وقدموا عروضا مغرية لكثير من العاملين في ذلك البرنامج، لكشف بعض تفاصيله.
ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، أبدى اهتماما كبيرا بالموضوع، وقدم تعليمات مباشرة بالعمل على إجهاض المشروع الكوري، خلال الهجمات السيبراتية والحرب الإلكترونية.
كما استشهدت الصحيفة بتصريحات أطلقها أحد مستشاري نائب الرئيس الأميركي، مايك بينس، خلال رحلة الأخير إلى كوريا الجنوبية، عندما أكد أن فشل التجربة الأخيرة «لم يكن مفاجئا» وأضاف «لدينا استخبارات جيدة قبل إطلاق الصاروخ، واستخبارات جيدة بعد إطلاقه».
مضيفا، أن الاختبار «كان فاشلا، وتبعه اختبار آخر كان فاشلا أيضا، لذا لا حاجة حقا لتكرار هذا الفشل، ونحن لسنا في حاجة لنشر موارد للرد على ذلك».
حرب إلكترونية
أشارت الصحيفة إلى أن أحد الذين يعتقدون أن فشل تجربة الصاروخ الكوري يعود إلى هجوم إلكتروني أميركي، هو وزير الخارجية البريطاني الأسبق، مالكوم ريفكند، الذي قال في تصريحات لافتة نقلتها هيئة الإذاعة البريطانية «BBC»، أكد فيها أن فشل التجربة سببه «أن أميركا، نجحت عبر الإنترنت، وفي عدد من المناسبات بإيقاف وإفشال هذه الاختبارات»، مشيرا إلى أن خبراء ذكروا أن واشنطن ربما تستخدم إستراتيجية تعتمد على الموجات الكهرومغناطيسية والهجمات الإلكترونية لإفشال عملية الإطلاق. فيما رجّحت مصادر أخرى أن الهجوم الإلكتروني الأميركي اعتمد على شبكة الكومبيوترات الخاصة ببرنامج الصواريخ الكوري الشمالي، وأن عملاء أميركيين انتهكوا البرنامج بفيروس غير قابل للاكتشاف، وأحدثوا شللا تاما فيه.
تحقيقات موسعة
استشاط الرئيس الكوري الشمالي، كيم جونج أون، غضبا بعد فشل التجربة الأخيرة، وأصدر توجيهات بإجراء تحقيق فوري لمعرفة السبب في فشل التجربة.
وكشفت مصادر إعلامية في كوريا الجنوبية، أن بيونج يانج قررت فتح تحقيق فوري لمعرفة ما إذا كان هناك عملاء داخل قواتها المسلحة، مشيرة إلى أنباء تحدثت عن اعتقال عدد من الضباط البارزين ومسؤولي وزارة الدفاع. وامتنعت سلطات بيونج يانج عن تحديد نوع الصاروخ الأخير الذي سقط، واكتفت بالقول: إنه «من طراز غير معروف».
واتخذت بيونج يانج في كثير من المواقف السابقة قرارات حازمة أفضت إلى إعدام عدد كبير من الضباط، لمجرد الشك في ولائهم للرئيس.