أجمع عدة خبراء تعليم بالمملكة على أن اقتصار مفهوم التعليم الإلكتروني على الاستغناء عن الكتب الورقية فيه نظرة غير شاملة وتفتقر للمفهوم الواسع لهذا النوع من التعليم، معتبرين أن هذا المشروع سيفشل إذا لم يواكب ذلك تطوير على مستوى المناهج الإلكترونية.




تشويه التعليم الإلكتروني

أوضح الرئيس التقني للمركز التعليمي الحائز على جائزة bett العالمية في الابتكار محمد العشماوي لـ«الوطن» أن تلخيص التعليم الإلكتروني في الاستغناء عن الكتاب الورقي هو في الحقيقة تشويه لمفهوم هذا النوع من التعليم، فتطوير النظام كان بمعادلة مختلفة وبأسلوب خاص لتوفير أعلى معدلات التفاعل والتواصل بين كافة أطراف المنظومة التعليمية بما يحقق المصلحة العامة للجميع. وأضاف: «أصبحنا في عصر مشاركة المعلومات، لذلك لا بد من نشر هذه الثقافة ودعمها لإثراء المحتوى التعليمي العربي الذي لا يزال يعاني نقصا شديدا».


تفعيل النظام

يقول العشماوي إن النظام طبق في مدارس المملكة بدءا من عام 2012، بالإضافة إلى بعض المدارس الحكومية بمنطقة عسير عام 2013، وأيضا المدارس الخاصة في عدة المناطق، وواجهت هذه المدارس الكثير من التحديات لتطبيق النظام الذي لا يزال في مراحله الأولى.

وبين أن هناك مدارس أخرى في المنطقة الشرقية بدأت تطبيق النظام، وتوجد إدارة خاصة تدعى (إدارة التفعيل) مهمتها الوصول لأعلى مستويات التفاعل والتطبيق الأمثل للنظام، إذ تنظم هذه الإدارة ورش عمل تدريبية تعريفية تثقيفية داخل المدارس لكافة أطراف المستفيدين، ثم عقد زيارات ميدانية للإشراف المباشر لضمان تحقيق أعلى النتائج والمخرجات التعليمية.







مجتمع رقمي

بيّن العشماوي أننا نعيش في مجتمع رقمي نتعامل فيه مع التقنية وارتباطنا بالأجهزة كبير، فالتعليم الرقمي يأتي مواكبة للتطور التقني الحاصل لتعزيز الجانب التقني والاستفادة منه في تسهيل المهام الدراسية اليومية على الطلاب والمعلمين. ويُفضل ألا تكون مجرد أداة خدمية أو ترفيهية فقط، فنحن نحتاج أن يعي المجتمع أهمية التركيز على الاستغلال الأمثل للتقنية، وهذا أحد أهم أهداف التعليم الرقمي بتوفير مادة علمية بطريقة شيقة وبيئة تعليمية محفزة لاستثمار الوقت الأمثل مع التقنية، لذلك كان لزاما على المدارس وإدارات التعليم ووزارة التعليم توفير كافة التجهيزات اللازمة لتفعيل هذا التحول وأخذ ذلك بعين الاعتبار أثناء عمليات التقييم، فهو لم يعد خيارا أو ترفا وإنما ضرورة.




التعليم الفاشل

أوضحت خبيرة التعليم وصاحبة برنامج تعليمي تربوي إيمان العطاس لـ«الوطن» أن كل تعليم لا يغير سلوكا فهو تعليم فاشل، لذلك ينبغي على المهتمين بتطوير التعليم أن يعوا تماما أن التعليم الذي نريده يجب أن يقوم على قيم وأخلاقيات تثمر بصحة نفسية سليمة وسلوكيات راقية وعقل واع ومفكر، وأن ينتج شبانا وفتيات يعتزون بهويتهم الذاتية متقبلين الآخر محبين لأوطانهم. وأضافت أن الحاجة كبيرة لمناهج تعنى بحاجات العصر وتطرح مواضيع تناسب تلك الحاجات، مشيرة إلى أن المعلمين يعلمون حقيقة التعليم وتحدياته والخصائص العمرية لكل متعلم واختلافات المتعلمين من حيث التلقي، مطبقين استراتيجيات التعليم الصحيحة. وأضافت أنه لا حاجة للمزيد من الصور وإضافة الألوان وإبقاء المحتوى دون أي طريقة جديدة للعرض والإقناع، وإضافة وسائل تعليمية وألعاب تعليمية وأفلام علمية ووثائقية ضمن البرامج التعليمية بما يناسب كل مرحلة عمرية. إلكترونيا، تقول العطاس إنه ينبغي التفكير في مناهج إلكترونية تتناسب مع الوقت الحالي، وذلك قبل الشروع في تطبيق النظام الإلكتروني، مشيرة إلى أهمية وضع دراسة جادة وتخطيط مسبق واستشارة لخبراء احتياجات التعليم من أجل التطوير الصحيح. 


مطالب الخبراء

- إعداد المعلمين وتدريبهم على المناهج والأنظمة

- استشارة الخبراء في هذا المجال

- إعداد دراسة عن احتياجات التعليم الإلكتروني

- توفير الوسائل التعليمية اللازمة والمناسبة

- عدم اقتصار التعليم الإلكتروني على مسألة استبدال الكتاب الورقي

- إعداد مناهج إلكترونية تتناسب مع الأجيال الحالية