في الوقت الذي لا تخلو المدن المغربية الكبرى، خاصة الدار البيضاء، والرباط من معارض دورية للفن التشكيلي؛ فإن عددا من النقاد والفنانين يجمعون على أن الأمر لم يبلغ بعد درجة الاشتغال الاحترافي المطلوب. وفي 21 أبريل الجاري، انطلق في العاصمة المغربية الرباط، معرض للفن التشكيلي تحت عنوان «مسارات جمالية». وقال رئيس نقابة التشكيليين المغاربة عبدالحي الملاخ؛ إن القاسم المشترك بين الجيل الحالي من التشكيليين في بلاده هو «أنهم يشكلون مدرسة عصرية حتى لا نقول حداثية». ويذهب الملاخ إلى القول بأن «مشكلة تلقي الفن التشكيلي تطرح سؤالا قبليا يتعلق بمدى إلمام الجمهور بالثقافة الفنية». ومن نتائج غياب هذه الثقافة الفنية ـ حسب الملاخ، أن «الفنان يجد نفسه أمام مواجهة خطيرة جدا، تجعل منه أحيانا يشتغل لنفسه فقط». 


وضع متأرجح

يرى المستشار القانوني والفنان التشكيلي المغربي نعيم الفهري أن «الفن المغربي جزء من المدرسة الفنية العالمية، وأصبح عنده إشعاع في السنوات الأخيرة، وبات معروفا كبصمة خاصة». وتابع «هناك موجة فنية جديدة، وهذا الإشعاع يعطي للفن المغربي مكانته التي يستحقها بكل جدارة». وعن الفنان المغربي العامل في هذا المضمار، يرى المتحدث أن «وضعيته متأرجحة، لم تأخذ بعد مسارًا له أرضية صلبة لأنه مازال يحث خطواته باستمرار وسط منافسة فنية شرسة».

واستطرد موضحًا «التجارب الفنية الفتية التي لها على الأقل ربع قرن مازالت لا تجد لها موطئ قدم، لأن هناك حائطا قويا جلدا يصعب تجاوزه، وتشكله مجموعة تكتسح السوق الفنية بالمغرب».


التسويق الفني

يقول الفهري معلقا على ندرة الجمهور «لست متفائلا إلى أقصى حد، لكن هناك جمهور خاص للمعارض الفنية بمختلف مدارسها، وإذا كان هذا الجمهور نادرا فربما لأن طريقة التسويق الفني في البلاد ما تزال في البدايات».

أما الناقد والفنان التشكيلي بنيونس عميروش؛ الذي نوه بتنوع التجربة المغربية من حيث أساليبها ما بين الكاليغرافيا والفن التجريدي والتشخيص وغيرها؛ فأشار إلى «وجود مكانة للتشكيل المغربي بالمقارنة مع ما هو موجود في العالم العربي».