كشفت وثائق حصلت «الوطن» على صور منها، أن حكومة الانقلابيين في اليمن واصلت تعيين عدد من الأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم 19 عاما، في وظائف قيادية، من بينهم أحمد باسم الشاطر، حفيد اللواء علي الشاطر، المقرب من المخلوع، وتم تعيينه مديرا لمكتب وزير الدولة فارس مناع، وتعيين محمد، نجل وزير الدولة، عبيد ضبيع، القيادي بحزب المؤتمر، مديرا لمكتب والده.
تواصل الميليشيات الانقلابية في اليمن سياستها التناقضية، فبينما تزج بالأطفال القصر في جبهات القتال وتجبرهم على ترك منازلهم وتعليمهم، تقوم بتعيين أبناء القيادات الكبيرة في مناصب قيادية بالدولة، وتكشف وثيقة حصلت عليها «الوطن» تعيين أحد الوزراء في حكومة الانقلابيين ابنه الذي لم يتجاوز 19 عاما في منصب مدير عام مكتب الوزير، وأكد مصدر مطلع من داخل ما يسمى بالمجلس السياسي في صنعاء حقيقة التعيين، مؤكدا أن القرار صدر عن مكتب رئيس مجلس الوزراء، عبدالعزيز بن حبتور، وبتوقيع منه شخصيا. وأوضح المصدر - الذي رفض الكشف عن اسمه - أن تعيين أحمد باسم الشاطر مديرا عاما لمكتب وزير الدولة، فارس مناع، جاء بسبب أنه حفيد أحد المقربين من المخلوع، وهو اللواء علي الشاطر. وأضاف المصدر أن تعيين الطفل أحمد جاء وفق توجيهات مباشرة من صالح، فيما لا يملك الطفل أي مؤهلات تؤهله لهذا المنصب سوى شهادة الثانوية العامة، مشيرا إلى أن الحوثيين يسابقون المخلوع في تعيين المقربين منهم بمناصب الدولة، وهو دليل على تصاعد التوتر بين طرفي الانقلاب، واحتدام المنافسة فيما بينهما.
وبحسب مراقبين، فإن هذه التجاوزات ليست الأولى من نوعها، فقد سبق للميليشيات تعيين حديثي السن في مناصب قيادية منذ إعلان ما يسمى بالمجلس السياسي في صنعاء، مشيرين إلى أن كل من تم تعيينهم هم مقربون من المخلوع صالح أو من أحد القيادات في الحرس الجمهوري أو المؤتمر الشعبي العام. وأثارت مثل هذه التعيينات موجة من السخرية والتهكم وسط نشطاء التواصل الاجتماعي، الذين أكدوا أن سياسة الانقلابيين تتعمد تجاهل أصحاب الشهادات العليا والكفاءات، وتقحم الفتيان عديمي الخبرة في مناصب رفيعة داخل مؤسسات الدولة.
استعادة النفوذ
أضاف المصدر أن تعيين الشخصيات المقربة من المخلوع صالح، جاء بسبب إحساس الأخير بالتهميش وضياع النفوذ داخل الدولة، لصالح المتمردين الحوثيين، مشيرا إلى أن التعيينات الأخيرة شملت نجل وزير الدولة عبيد سالم بن ضبيع، مديرا عاما لمكتب والده، فيما طالت التعيينات بعض المقربين من صالح من أمثال يحيى الراعي، والزوكا، وبن ضبيع والشاطر وغيرهم. ولفت المصدر إلى تعيين طفل آخر يبلغ من العمر 17 عاما، في منصب كبير داخل مكتب عمه الذي يشغل أحد المناصب في حكومة الانقلاب، مؤكدا أن ابن حبتور يتحرك حاليا لتعيين أبناء وأقارب المخلوع، لاعتقاده بفضل الأخير في تعيينه بمنصبه. مشيرا إلى وجود قائمة جديدة سيتم الإعلان عنها قريبا، تضم تعيين عدد من أبناء قيادات مقربة من المخلوع صالح.
حكومة الأطفال
لفت المصدر إلى أن البعض منهم يتم تعيينه دون رؤيته أو معرفة سجله الوظيفي. وأوضح المصدر أن الاستياء الشعبي يتفاقم بسبب تأخر صرف الرواتب، مشيرا إلى وجود خلافات كبيرة بين عدد من الوزراء وابن حبتور بسبب تعيينات وجوه جديدة من خارج الدائرة المقربة منهم. من جانبه، ندد رئيس تحرير صحيفة الهوية التابعة للحوثيين، محمد علي العماد، بتحركات المخلوع، واصفا إياه بالمضلل للرأي العام، وأن تصريحات إعلامه تتناقض مع تحركاته الميدانية. وأشار العماد إلى أن أطفال الحوثيين يتم إرسالهم إلى الجبهات، بينما أطفال المخلوع صالح يعينون في مناصب عليا، واصفا أتباع المخلوع بـ «العبيد»، وناصحا حكومة بن حبتور بتشكيل حكومة مخصصة للأطفال.