دعا بابا الفاتيكان البابا فرنسيس إلى الوحدة في مواجهة العنف الديني في الشرق الأوسط، مبديا أسفه بشأن تصاعد ما أسماه «الأشكال الغوغائية للشعبوية» في إشارة للأحزاب اليمينية التي انتعشت في أوروبا في السنوات الأخيرة، وانتهجت سياسة مناهضة للمهاجرين والمسلمين.

جاء ذلك في ختام زيارة قصيرة لمصر، شهدت لقاءات مكثفة مع قادة سياسيين ورجال دين كبار، فيما تسلطت الأضواء أمس على القداس الذي أقيم في إستاد الدفاع الجوي، حيث قال مسؤولون من الفاتيكان إن 15 ألف شخص تجمعوا لحضوره، بينهم أساقفة أقباط وأنجليكان.

وألقى رأس الكنيسة الكاثوليكية، البالغ عدد أتباعها في العالم 1,3 مليار، عظة في القداس دعا فيها إلى «نشر ثقافة اللقاء والحوار والاحترام والأخوة». وقال إن «التطرف الوحيد المسموح به للمؤمنين إنما هو تطرف المحبة».

وأضاف «علينا واجب أن نفضح باعة أوھام الآخرة الذين يعظون بالكراھية كي يسرقوا من البسطاء حياتھم الحاضرة، وحقھم في العيش بكرامة، ويحولونھم إلى وقود حرب، حارمين إياھم من إمكانية أن يختاروا بحرية، وأن يؤمنوا بمسؤولية».

وتابع أن الإيمان الحقيقي «يحملنا على حماية حقوق الآخرين بنفس القوة والحماس اللذين ندافع بھما عن حقوقنا».

وكانت طائرات هليكوبتر حربية قد حلقت فوق الإستاد، وقامت سيارات جيب عسكرية بعمل دوريات في شوارع العاصمة المصرية أمس، ووقف أفراد شرطة بملابسهم الرسمية البيضاء كل بضعة أمتار على أحد الجسور التي مر بها البابا فوق نهر النيل.

وذكرت مصادر أن بابا الفاتيكان رفض استخدام سيارة ليموزين مصفحة، وفضل بدلا من ذلك التنقل في سيارة فيات عادية، نافذتها مفتوحة ليكون قريبا من الناس.

يذكر أن زيارة بابا الفاتيكان لمصر جاءت بعد ثلاثة أسابيع فقط من تفجيرين انتحاريين استهدفا كنيستين في مصر، قتل خلالهما 45 شخصا على الأقل.