كشفت مصادر رفيعة داخل وزارة الدفاع الأميركية عن مناقشات مفصلة تجري داخل إدارة ترمب، لتقديم المزيد من المساعدات لدول الخليج التي تقاتل جماعة الحوثيين المتحالفة مع إيران، حيث يؤكد مسؤولون أن المساعدات يمكن أن تشمل توسعة نطاق معلومات المخابرات التي تقدمها واشنطن، مشيرين إلى أن إيران لها دور واضح في تعزيز تسليح المقاتلين الحوثيين. وأضافت المصادر أن وتيرة تلك المفاوضات زادت بعد أن أطلقت الولايات المتحدة صواريخ كروز على أهداف للانقلابيين، العام الماضي بعد تعرض سفينة حربية أميركية لإطلاق نار قبالة ساحل اليمن، ومحاولة الاعتداء عن طريق قارب مفخخ بفرقاطة سعودية، أواخر يناير الماضي. وقال قائد القوات البحرية التابعة للقيادة المركزية الأميركية، الأميرال كيفن دونجان «لم يكن لهذه الأسلحة وجود قبل الحرب. لم يكن هناك قارب ملغوم في قائمة الجرد اليمنية، كما أن مدى الصواريخ الباليستية التي أطلقت على السعودية يبلغ عدة أضعاف مدى الصواريخ التي كان يملكها اليمنيون قبل تفجر الصراع. وحين تكون هناك جماعة تملك أسلحة دولة يمكنها الوصول إلى المنطقة الملاحية، فإن هذا يثير الاهتمام».
قصقصة نفوذ إيران
فيما تواصل القوات الموالية للشرعية في اليمن استعداداتها لاستعادة ميناء الحديدة، الذي يستخدمه الحوثيون لتهريب الأسلحة والذخيرة، لم يستبعد مسؤولو الإدارة الأميركية أن تقدم الولايات المتحدة مساعدة لتلك القوات. وفيما تحاول إيران نفي تزويدها للحوثيين بالأسلحة، وتقديم الدعم المالي والعسكري لهم، إلا أن تقرير اللجنة التابعة لمجلس الأمن الدولي، المعنية باليمن، كشف أنه تم ضبط عدة شاحنات تحمل أسلحة إيرانية المنشأ متوجهة لليمن. كما يبرز التنسيق بين الجانبين في مجال تبادل المعلومات حول مكافحة التنظيمات الإرهابية، خصوصا تنظيم القاعدة. وقال قائد عسكري في التحالف العربي «فيما يتعلق بالتعاون بين قوات التحالف العربي والقوات الأميركية، فالمسألة متبادلة فعلا، وأن التحالف لديه مصادر بشرية قوية لجمع المعلومات، تكملها قدرات واشنطن عالية المستوى من ناحية المخابرات والمراقبة والاستطلاع». وإضافة إلى زيادة تبادل المعلومات، يقترب المسؤولون الأميركيون من الموافقة على بيع ذخيرة دقيقة التوجيه للسعودية في صفقة أوقفت في عهد أوباما.
استئصال القاعدة
أضاف المصدر أن قوات مدعومة من التحالف العربي ألقت القبض على عناصر من تنظيم القاعدة في اليمن، وفي حين أن الغارة التي نفذت في يناير الماضي كانت الأولى في عهد ترمب، والوحيدة منذ توليه منصبه، فإن قوات يمنية محلية دربتها قوات التحالف شنت أكثر من 250 هجوما داخل عدن وحولها. كما استعادت قوات يمنية يدعهما التحالف قوامها عشرة آلاف فرد ميناء المكلا العام الماضي. وتابع المصدر «يشجعنا الدعم الأميركي والتحول من سياسة استخدام الطائرات بلا طيار إلى مزيد من الانخراط. لا يمكننا هزيمة تنظيم القاعدة والإطاحة به بسياسة الطائرات بدون طيار». كما نفذت الولايات المتحدة عددا من الضربات الجوية في اليمن هذا العام أكبر من مجمل ما نفذته من ضربات في 2016 وهو مؤشر واضح على تزايد المخاوف الأمريكية والتركيز على تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وتعمق المشاركة في اليمن.