كشفت صحيفة «جارديان» البريطانية، عن وجود حالة من الضغف والتفكك في قدرات تنظيم داعش، في وقت يتم تضييق الخناق عليه في الموصل العراقية، وتستعد القوى الدولية لحسم معركة الرقة السورية، وهي آخر معقل له في مناطق الشرق الأوسط. وأكدت الصحيفة أن أعدادا كبيرة من المقاتلين الأجانب الذين يمثلون العصب الرئيسي لهيكلة التنظيم باتوا يتخلون عنه، نظرا للهزائم التي لحقت به، وغياب جانب التعاطف معه، لافتة إلى أن مسلك الهروب يتمثل في عبور الحدود التركية ثم الانطلاق نحو أماكن أكثر أمنا.

وتطرقت الصحيفة إلى مصير المقاتلين البريطانيين العائدين من بؤر التوتر والصراع في منطقة الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن عقوبة السجن المؤبد تنتظرهم، إلى جانب الكشف عن مقدار التهديد الذي قد يشكلونه وما هي الجرائم التي قد يرتكبونها.


تقلص المقاتلين

قالت الصحيفة إنه وفقا للمعلومات المتأتية من داخل التنظيم، فقد تقلصت الفجوة داخل هيكلته التي تعتمد في أساسها على المقاتلين الأجانب، مشيرة إلى أن الهجوم البري على مدينة الرقة السورية، سيكون له الأثر العظيم في تراجع قوة التنظيم نظرا لنقص الطاقة البشرية التي كان يعتمد عليها في سنوات تمدده الأخيرة. وحذرت الصحيفة من مقاتلي داعش العائدين إلى أوطانهم، حيث إنهم قد يشكلون خطرا حقيقيا بسبب انتقامهم من هزائم التنظيم، في وقت يقدر عدد من الاستخبارات الغربية أن داعش بات يرسل قيادات كبيرة لديه لإدارة العمليات الانتقامية الخارجية، على غرار بريطانيا وفرنسا وبلجيكا وكذلك أستراليا، في حين كانت خطوة تهريب نحو 250 متطرفا أجنبيا من داعش منذ عام 2014، أولى الخطوات التي تدل على وجود هجمات انتقامية للتنظيم.


مهارات المقاتلين

أكدت الصحيفة أن مقاتلي التنظيم المتشدد تمرسوا على تطوير قدراتهم التقنية والعسكرية، وأهمها تصنيع طائرات مسيرة دون طيار قادرة على ضرب الأهداف العسكرية، إلى جانب الأدوات الرقابية والقنابل المحمولة جوا الأخرى. وخلص التقرير إلى أن أجهزة الاستخبارات تتوقع أن التنظيم كان يضم نحو 30000 مقاتل أجنبي عبروا إلى سورية تسللا للقتال، مشيرة إلى ان 25 ألفا منهم قد يكونوا قتلوا في الهجمات العسكرية، فيما يوجد نحو 850 بريطانيا يقاتل في صفوف داعش وتنظيم القاعدة وغيرها.