ازدادت المخاوف في الآونة الأخيرة من تزايد أعداد المتطرفين الصينيين الذين يقاتلون في صفوف الجماعات الإرهابية المتمركزة في سورية، فيما تأتي في مقدمة الجماعات أقلية «الإيغور» العرقية التي تثير مخاوف السلطات الصينية بشأن انضمام كثير من أفرادها إلى الجماعات المتشددة في سورية. وتعد عرقية الإيغور واحدة من 56 عرقية متنوعة تعيش داخل المجتمع الصيني، في وقت تقول السلطات الصينية إن العائدين من بؤر التوتر في الشرق الأوسط يخططون لشن هجمات إرهابية داخل البلاد. وكان سفير النظام السوري لدى بكين، عماد مصطفى، قد أكد أن عدد الصينيين الذين يقاتلون في سورية يقدر بنحو خمسة آلاف فرد، يتسللون من الجبال الوعرة الممتدة عبر الأراضي الآسيوية المختلفة، التي يسيطر عليها بعض المتطرفين الموالين لتنظيم القاعدة، مرورا بالحدود التركية وانتهاء بدخولهم إلى مناطق الصراع السورية.



أزمة التجنيد

فيما أعلنت السلطات الصينية في وقت سابق وجود جماعة إرهابية تدعى «تركستان الشرقية»، موالية لتنظيم القاعدة، تنشط في منطقة شينجيانج، ذات الحكم الذاتي، ينتمي كثير من الذين يقاتلون ضمن الجماعات المتشددة في سورية، إلى شبكة «الحزب الإسلامي التركستاني» الذي يسعى إلى تكثيف وجوده داخل الأراضي السورية، ويستقطب العديد من المتطرفين الآسيويين الآخرين، عبر تقديم المال والسلاح لجذبهم. وتتهم السلطات الصينية المتطرفين الصينيين بالسعي إلى إقامة دولة في إقليم شينجيانج بقوة السلاح، في وقت قد تشكل مسألة عودتهم من سورية تهديدا للسلطات الحكومية باعتبار تدريباتهم المكثفة على القتال وحمل السلاح.



دعاية مضللة

سعى تنظيم داعش المتشدد منذ إعلان دولته المزعومة عام 2014، إلى استقطاب العديد من الأفراد والجماعات عبر العالم، وتجنيدهم عبر الدعاية الإعلامية المتطورة التي يستخدمها، فضلا عن استغلاله للفقر والبطالة لدى مجنديه بهدف استقطابهم وإغرائهم بالأموال والسلاح. وبرزت مخاوف عديدة لدى بعض الدول، من احتمالية عودة مجندي داعش إلى أوطانهم، بعد تضييق الخناق على التنظيم الرئيسي في سورية والعراق، في وقت تقدر بعض الإحصاءات أن التنظيم استقطب مسلحين من نحو 100 دولة حول العالم.