أشار تقرير أجنبي صادر عن «تايمز أوف إنديا» إلى حدوث نقص عالمي محتمل للرمال، بسبب تزايد نشاط البناء في آسيا، وهو الأمر الذي أدى إلى ارتفاع الطلب عالميا، كما أن الرمل والحصى هما أكثر المواد المستخرجة في العالم، وأن 70% من الرمال في جميع أنحاء العالم تستخدم للبناء في آسيا ونصفها في الصين فقط. وأشار التقرير إلى أن الرمال وفيرة ولكن ليس كل الأنواع مفيدة وقابلة للاستخدام، وأنه يتم استخراج الرمل بمعدل أكبر بكثير من تلك التي يتم تجديدها بشكل طبيعي واستنزاف الاحتياطات الموجودة يضر بالبيئة.
تهريب دولي
كشف التقرير عن الأزمة الكبيرة التي تشكلها السوق السوداء للرمال على قطاع الإنشاءات وعلى قطاع التنمية والتشييد حول العالم، بسبب تهديد عمليات نهل الرمال غير القانونية حول العالم، وتشهد العديد من محافظات المملكة تلك العمليات لغرض تهريبها إلى دول الخليج الذي يصل فيها سعر الرد الواحد 8 آلاف ريال، بينما يصل سعره داخل المملكة إلى 1000 ريال كحد أقصى، والعمل على عمليات النهب خلال غياب ضوء الشمس والعمل بشكل سريع ضمن مجموعة لضمان الخروج من دون اكتشاف الأمر.
تنسيق حكومي
كشف مصدر مطلع بأمانة المنطقة الشرقية أن هناك تعاونا مشتركا بين شرطة المنطقة الشرقية والمجاهدين والأمانة لمحاربة ظاهرة سرقة الرمال في العديد من المواقع بالمنطقة، مؤكدا اتخاذ عدة تدابير كحجز المعدات والمركبات وإيقاع الغرامات والمخالفات المنصوص عليها في اللائحة، وأشار إلى أن الغرامة تعد ثابتة لكل المخالفين وتبلغ 3000 ريال، و100 ريال كعقوبة جزائية مترتبة على المركبات والمعدات المخالفة، وأن العقوبة ثابتة مهما تكررت عملية النهب.
مطالب بالرقابة
أوضح رئيس اللجنة العقارية بغرفة الشرقية سابقا خالد بارشيد لـ«الوطن» أنه يفترض بالجهات المعنية تكثيف عمليات المراقبة في المناطق التي توجد فيها الرمال وكشف سارقي الرمال لبيعها في السوق السوداء، وذلك للحد من إسهامها في غلاء قطاع الإنشاء والتشييد، مشيرا إلى أن الرمال المسروقة تنقل وتباع بأسعار أكثر من النظامية عبر جهات تتعامل مع السوق السوداء العالمية، رغم الإجراءات الصارمة لعمليات نقل الموارد الوطنية، مضيفا أن تدني أسعار الرمال في المملكة مقارنة بدول الخليج سيسهم في تزايد عمليات النهب.
تغليظ العقوبة
بين بارشيد أنه مع قيام الجهات المعنية بحملات ميدانية موسعة على مخالفي نهل الرمال وتجريف الأراضي وحجز آلياتهم من مركبات نقل ثقيل وشاحنات يجب أن يرافقه تطبيق العقوبات القصوى بحق المخالفين وتغليظها للتخلص من عمليات تهريب الرمال، مطالبا بتطبيق الغرامة على ملاك الشاحنات وسائقيها، وتطبيق بعض التعديلات التي تحد من استمراريتها، مقترحا أن يتم ربط نقل الرمال بوثائق تحدد صحة النقل النظامي مؤكدا أن غالبية سارقي الرمال من الوافدين المخالفين.
مخاطر مستمرة
تسبب نهل الرمال بعدة حوادث للأسر التي تقضي إجازاتها خارج المدينة ومحبي التطعيس بسبب انقطاع سلسلة الرمال بشكل مفاجئ جراء عمليات النهل، وأدى آخر الحوادث التي تم تسجيلها خلال الفترة الماضية إلى إصابة شابين بجروح خطيرة ونفوق حصانين، وذلك أثناء ممارسة هوايتهما في ركوب الخيل بالدمام.