فيما رأى مراقبون أن الضربة الأميركية على قاعدة الشعيرات الجوية التابعة للنظام مؤخرا جاءت بعلم روسيا، بدليل عدم اعتراض دفاعاتها الجوية للصواريخ الأميركية، رغم وجودها ضمن النطاق المسموح لها، دعمت مواقع إيرانية تابعة للإصلاحيين هذه الآراء، وشنت هجوما عنيفا على تحركات الروس المنفردة في سورية، دون التخطيط أو حتى التشاور مع طهران. واتهم موقع «كلمة» في تقرير له، سياسة المتشددين والحرس الثوري الخاطئة في سورية، مبينا أن هذه السياسة زادت من تقديم الدعم العسكري واللوجستي للقوات الروسية في سورية دون تحقيق فوائد تذكر لإيران. وأوضح التقرير أن السياسة الإيرانية في سورية أفضت إلى تقديم خدمات كبيرة للمصالح الروسية، لافتا إلى أن طهران بررت خلال السنوات الماضية وجودها العسكري في سورية بحجة الحفاظ على محور المقاومة ضد إسرائيل في المنطقة، بينما وضعت قاعدة نوجة الجوية شمالي إيران في خدمة المقاتلات الروسية.
الاستفادة من الفوضى
أضاف الموقع أنه قبل يوم واحد من ضرب واشنطن لقاعدة الشعيرات السورية، اعترفت موسكو بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل، مبينا أن هذا الاعتراف أصبح مموها بعد القصف الأميركي مؤخرا، وأضاف الموقع أنه روسيا تركز على تأمين مصالحها الاستراتيجية في سورية على حساب النفوذ الإيراني. وأشار الموقع إلى أن اعتراف موسكو بالقدس الغربية لصالح إسرائيل جاء مخالفا حتى للحلفاء المقربين من دولة الاحتلال، حيث ترفض كل من واشنطن والاتحاد الأوروبي مثل هذا الاعتراف، لافتا إلى أن الخطوة الروسية تهدف إلى الاستفادة من حالة الفوضى في المنطقة ولو على حساب دماء الأبرياء.
سياسة معادية
اتهم الموقع المرشد علي خامنئي، بأنه «وضع كل البيض في سلة روسيا»، التي خدعتها، وباتت تنسق مباشرة مع نظام الأسد. وأوضح أن خامنئي والحرس الثوري جعلوا إيران مجرد قوات مشاة برية تحت إمرة روسيا، ووضعوا قواعدهم العسكرية الجوية تحت تصرفها، مشيرا إلى أن طهران يجب ألا تغض الطرف عن الروس، بدلا من توجيه سهامها إلى أوروبا والولايات المتحدة. وخلص الموقع إلى أن روسيا استخدمت إيران كورقة ضغط ومساومة لخدمة مصالحها، قبل أن تتخلى عنها في منتصف الطريق، مشيرا إلى أن أكبر طعنة تلقتها طهران هي تأييد تمديد العقوبات الاقتصادية عليها، فضلا عن تصويتها على جميع القرارات في مجلس الأمن ضدها، ووصف إيران بأنها «الدولة الوحيدة في العالم التي تلدغ من نفس الجحر عدة مرات».