جيفري لويس
منذ عام 2014، نجحت ثلاثة أرباع التجارب الصاروخية لكوريا الشمالية، ومن أصل 66 تجربة صاروخية نجحت 51 تجربة أخرى، إلا أن إدارة الرئيس دونالد ترمب استكملت مراجعة سياساتها المتعلقة بكيفية التعامل بنجاح مع التهديد النووي المتصاعد من كوريا الشمالية، حيث إن ما يعرف بسياسة الضغط الهائل والانخراط ضد العدو، تعتبر سياسة فاترة من مخلفات إدارات باراك أوباما وجورج بوش الابن وبيل كلينتون.
عندما يخيب الأمل الواقع، يتحول الناس إلى الشائعة والخيال، وهكذا باصطدامه بخيبة الأمل من الواقع، فإن دونالد ترامب يواجه الخيارات السيئة ذاتها التي جعلت أسلافه عاجزين حيال كوريا الشمالية، وما حكاية أن واشنطن تعكف على اختراق أسرار التجارب الصاروخية لكوريا الشمالية، إلا حكايا قبل النوم.
تعود جذر هذه الحكاية قليلاً إلى ما كتبه بعض المطلعين، عن أن إدارة أوباما بدأت قبل 3 أعوام، بإطلاق هجمات سيبيرية ضد كوريا الشمالية مشابهة لتلك التي أطلقتها ضد إيران، وفيما أن الولايات المتحدة متهمة من دون شك في اختراق شبكات الكومبيوتر الإيرانية والكورية الشمالية، وبأنها تتسبب بقليل من الضرر، فإن ذلك يبقى بعيداً عن حقيقة أن لوحة مفاتيح في واشنطن هي التي تتولى قيادة الصاروخ الكوري الشمالي وتقوده إلى الدمار.
توجد بعض الحقائق غير المريحة التي تصدر من السياسيين، حيث إن الصواريخ الكورية الشمالية لا تخفق بمعدل مريع، وفور اتخاذ أوباما قراره عام 2014، فإن عدداً كبيراً من الصواريخ الكورية الشمالية بدأت بالانفجار والانحراف عن مساراتها والتفتت في وسط الأجواء أو الغرق في البحار. لكنه منذ عام 2014، نجحت ثلاثة أرباع التجارب الصاروخية لكوريا الشمالية، ومن أصل 66 تجربة صاروخية في عام 2014 وبعده، نجحت 51 تجربة، وبالتالي فإذا كانت أميركا فعلاً تخترق البرنامج الصاروخي الكوري الشمالي، فإنها تقوم بعمل فاشل.
يمكن أن نرى أن التجارب الـ15 التي أخفقت، كانت تتركز في أنظمة جديدة من الصواريخ التي هي قيد التطوير، والتي يتوقع المرء أن تصادف إخفاقات أو اختراقاً، حيث كان هناك تتابع في الإخفاقات بعد 2016، لكن هذه الإخفاقات تركزت في أنظمة جديدة لم تجر عليها اختبارات من قبل وهي صواريخ باليستية تطلق من غواصات، وصاروخ باليستي عابر للقارات مجهول الطراز، وصاروخ مضاد للسفن.
وفي المجمل، فإن صواريخ سكود ونودونغ التي يجري التخطيط لتزويدها برؤوس نووية لقصف القوات الأميركية في كوريا الجنوبية واليابان تعمل بامتياز.
إن الحقيقة هي أن الأنظمة الجديدة يُتوقع أن تصادف فشلاً بمعدل عالٍ، وفوق كل ذلك، أسباب كي يكون «علم الصواريخ» شائعاً كونه يقوم بمهمات معقدة وصعبة، ولا شك في أن الكوريين الشماليين يتعلمون من كل إطلاق سواء أكان ناجحا أم لم ينجح.
مجلة فورين بوليسي الأميركية