كشفت مصادر داخل المعارضة السورية أمس، أن طائرات إسرائيلية قصفت أهدافا لميليشيا حزب الله اللبنانية، وقوات الدفاع الوطني التابعة للنظام السوري في معسكر نبع الفوار، الذي يعد مركز تدريب الميليشيات بريف القنيطرة، مشيرة إلى أن الغارات أسفرت عن مصرع خمسة عناصر وإصابة آخرين. وأضافت المصادر أن النظام يتكتم على أعداد قتلى الميليشيات التي تقاتل في صفوفه، نتيجة الغارات الإسرائيلية المتكررة على مواقع وأهداف تابعة له، فيما كشفت تقارير مطلعة في وقت سابق أن الحرس الثوري يخطط للتمركز في هذه المنطقة، بعيدا عن مرمى نيران قوات المعارضة. ويعد معسكر نبع الفوار، منطلقا لعمليات الميليشيات ومركزا لتدريباتها العسكرية، ويقع قرب مركز قيادة اللواء 90 وعدد من السرايا والكتائب العسكرية في بلدة كوم اللويسية بريف القنيطرة. ويأتي الهجوم الإسرائيلي بعد يوم واحد من غارات مماثلة استهدفت مواقع للنظام في القنيطرة، أدت إلى مقتل ثمانية من جنود النظام، إلى جانب استهداف مركز قيادة اللواء 9 وسرية الصمدانية الشرقية ونقاط تمركز قوات النظام في مدينة البعث.
اعترافات صريحة
جاء اعتراف رئيس هيئة أركان الجيش الإيراني، اللواء محمد باقري، أمس، حول وجود الحرس الثوري بصورة دائمة في سورية، لحماية النظام السوري وحلفائه، مبررا للتنديدات العالمية التي تتهم إيران بالتدخل في شؤون دول المنطقة ودعم الميليشيات الطائفية. وكان وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون قد اتهم طهران مؤخرا بأنها أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم، وأن الاتفاق النووي لم يقوّض نشاطها المزعزع في المنطقة، مشيرا إلى أنها يمكن أن تكون على خطى كوريا الشمالية في حال لم يتم ردعها. ودأبت طهران على الزعم بأن تدخلاتها في دول المنطقة يأتي لحماية مواطنيها، في وقت يعارض الكثير من الإيرانيين هذه السياسات لأنها تسببت في تدهور الاقتصاد، وزادت من معدلات الفقر والبطالة في صفوف الشباب، بسبب توجيه معظم الموارد المالية في حروب خارجية لا طائل لها.
تواصل الاشتباكات
أفادت مصادر عسكرية، أمس، بأن قوات النظام مدعومة بالمليشيات الأجنبية والغطاء الجوي الروسي، سيطرت على مدينة حلفايا، وقرى الحيصة، وزور أبوزيد، وخربة السمان، بريف حماة الشمالي بعد معارك عنيفة مع المعارضة المسلحة. وأوضحت المصادر أنه بسيطرة قوات النظام على هذه المدن والبلدات، تكون قد استعادت المناطق التي خسرتها لصالح المعارضة بريف حماة الشمالي في وقت سابق. ولا تزال قوات النظام والمقاتلات الروسية تشن هجمات واسعة ومتزامنة على أهداف الثوار في ريفي حلب، وحماة، ودمشق، مما تسبب في مقتل مدنيين وجرح آخرين. وكانت قوات النظام قد صعدت من هجومها خلال اليومين الماضيين، سعيا لفصل مناطق المعارضة بالجهة الشمالية عن تلك الممتدة في الجهة الغربية من ريف حلب، لإقامة حزام أمني حول مناطق سيطرتها داخل مدينة حلب.