أريد أن أقول شيئا عن الشاعر الذئب خلف بن هذال العتيبي، ربما لم ينتبه إليه الآخرون، وهو أن هذا الشاعر الذي تعلو ملامحه في المنابر والمحافل الكثير من سمات الجديّة والصرامة والشجاعة والشراسة، له من القصائد العاطفية والغزلية والوجدانية، ما يكسر تلك الصورة النمطية المرسومة عنه في الوجدان الشعبي، بل يظهر في غزلياته في كامل أناقة الانكسار العاطفي للعاشق:
يا نار شبّي من ضلوعي حطبكي
صابر على نار المودة وممنون
إي والله أبكي واكثر الناس تبكي
والناس لا سمعوا خبر شين يبكون
هذه الزاوية المضيئة والجميلة التي يجهلها ربما الناس عن هذا الشاعر الذي تدك كلماته الحماسية الوطنية، أرض المعارك دكا، ولسنا بحاجة للاستدلال على قوة قصائده الحربية التي ألهبت المشاعر لدى الناس كافة، إبان عاصفة الصحراء.
أقول هذا الكلام والناس تترقب تذبذب حالته الصحية، شافاه الله، وكيف أصبح خلف بن هذال شخصية فيها شيء من الأسطورة الشعبية في وجدان الناس، ورمزيته الدائمة للقوة والصلابة والعنفوان الوطني، خاصة عندما تموج الأحداث السياسية في عالمنا.
تم تكريم ابن هذال بأعلى وسام بالدولة، وكذلك تم تكريمه بدروع تذكارية في محافل كثيرة منها الجنادرية، لكنني أرى أن هذا الشاعر الذئب بحاجة إلى تكريم شعبي، بعد أن نال أعلى تكريم من الدولة.