ودع جمهور الثقافة في أبها مساء أول من أمس إحدى أبرز الفعاليات الثقافية «حكايا مسك» التي نظمتها مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز «مسك الخيرية» في مركز الملك فهد الثقافي بأبها (قرية المفتاحة) بعد أن جذبت أكثر من 42 ألف زائر من مختلف الفئات العمرية في 3 أيام.

حيث أسدل الستار على فعاليات مهرجان «حكايا مسك» وسط إقبال كبير من مختلف أفراد المجتمع.

 وبحسب بيان صحفي لـ«مسك الخيرية» وصل عدد الزوار والمستفيدين من أنشطة وفعاليات المهرجان التي توزعت في القرية على مدى الأيام الثلاثة إلى 42265 زائرا وزائرة، قدم لهم المهرجان 138 ورشة عمل في مجالات التأليف والرسم والإنتاج المرئي وصناعة تحريك الرسوم، إضافة إلى عروض مسرحية ومرئية وأنشطة تفاعلية تهدف إلى نشر ثقافة الإبداع وتطوير صناعة المحتوى بأساليب إبداعية، وتشجيع المواهب وتمكينها، وترسيخ الهوية السعودية الحضارية.



 أبطال الحد الجنوبي

تعتبر فعالية «حكايا مرابطين» من أهم فعاليات مسرح «حكايا مسك»، حيث تحدث فيها مساء أول من أمس أحد أبطال الحد الجنوبي، وهو نايف الظفيري عن المواقف البطولية له ولزملائه في سبيل الذود عن حياض الوطن، والتي أصيب في أحد هذه المواقف بشظية من قذيفة «آر بي جي»، راوياً حكايته عندما حرص على إبلاغ زملائه طالباً منهم الابتعاد عند إصابته، وعدم مساعدته خوفاً من تعرضهم لقذائف العدو.

 وتعود أحداث هذه القصة التي رواها الظفيري، وقوبلت بتفاعل عال وتصفيق حار من قبل حضور مسرح حكايا في يومه الأخير، إلى يوم الإثنين 15/ 12/ 1437 عندما ورد بلاغ إلى الوحدة التي يشارك فيها الظفيري القادم من حفر الباطن، بوجود تحركات لمليشيات حوثية.

 وعن ذلك قال الظفيري «أي بلاغ يردنا نأخذه بكل جدية، فنحن على جبهة ومنطقة حدودية، وعند الساعة 8 صباحا تحركت الآليات لكشف تسلل المعتدين، لكن وعورة تضاريس المنطقة التي كنّا فيها واستفادة العدو منها، لم تمكنا من كشف أماكنهم، إلا بعد إطلاقهم لقذيفة «آر بي جي» على الآلية الاستطلاعية الأولى والتي كنت فيها، وتعرضت على إثرها إلى إصابة في الجانب الأيمن من الرأس بسبب تطاير الشظايا».

 وأضاف «عندها حددت موقع المتسللين، وطلبت من زملائي التراجع والانسحاب تكتيكاً لأن العدو كان قد أعد قذائف أخرى، حينها كان زملائي يحاولون القدوم لمساعدتي لكنني رفضت، وتحاملت على نفسي للحاق بهم، وفي تلك الأثناء وصل الدعم وتم قتل العديد منهم، وأسر عدد كبير، والاستيلاء على القذائف وسلاحهم، عقب ذلك لا أذكر شيئا.

 فنون حديثة

قدم المصور طارق آل زاهر فعالية «تصوير البورتريه» التي تركزت في تدريب المبتدئين في تصوير البورتريه، مستلهما في ذلك رحلته في التصوير الفوتوجرافي وشغفه بإظهار الصورة الشخصية بملامحها وتعبيراتها، حيث شرح لهم ثلاث خطوات أساسية للخروج بصورة بورتريه احترافية.

 وفي معمل فن تحريك الرسوم «الأنميشن» قدم زيد آل زيد مفتاحاً للمشاركين لصناعة فيلمهم القصير الأول، مبيناً أن المراحل تبدأ من الإعداد من كتابة السيناريو والتنقيح والمراجعة، وكتابة اللوح القصصي، ثم البدء بمرحلة التنفيذ لإنتاج الفيلم.

 ومن مرسمها المعد لها في زوايا «حكايا مسك» دمجت الفنانة التشكيلية عزة عكرش بين الرواشين الخشبية التي تتميز بها المنازل الحجازية مع فن القط «النقش» الذي تتميز به المنازل العسيرية.

 وعن تجربتها قالت عكرش «عشت وترعرعت في مكة المكرمة، وأكملت مسيرتي العملية في عسير، ومن خلال ذلك حاولت الدمج بين التراثين الحجازي والعسيري في بناء المنازل من خلال لوحاتي وإبراز فن الرواشين الذي يعد تراثا حجازيا بروح أصيلة وتاريخ حافل، مزينا بالنقش العسيري القديم والذي يعبر عن فن غاية في الإبداع والجمال والإمتاع»، وأضافت كانت تجربة ثرية لاقت استحسان الكثير، خصوصا أن أبها يوجد فيها الكثير من الفنانين التشكيليين.