ما علاقة أن يستأنف النصر قرارا يتوقع رئيسه صدوره ضد ناديه من دائرة الاحتراف، ثم يؤيده مركز التحكيم لدى هيئة التحكيم الدولية «كاس» بسمعة الكرة السعودية؟.
إن أقسى ما يمكن أن يتعرض له النصر، هو الحرمان من التسجيل فترتين، ولو قبل معه الاتحاد السعودي التحكيم الدولي وكسب الاستئناف، فإنّ «كاس» ستلغي العقوبة فقط دون مساس بالكرة السعودية.
لا ألوم رئيس النصر، فهو أحوج ما يكون لنصرٍ إعلامي وجماهيري، بعد خروج فريقه من بطولات الموسم، الواحدة تلو الأخرى، لكن اللوم على إعلاميّ ومشجع لم يعرض على عقله تصريح الرئيس، فيبحث عن العلاقة بين إلغاء قرار عقوبة، وسمعة الكرة السعودية.
سمعة الكرة السعودية ذبحتها كثرة القضايا في أروقة «فيفا»، فما يضير الكرة السعودية سلخها بعد ذبحها؟، هذا على افتراض أن مجرد كسب استئناف لدى «كاس» سيسلخ سمعتها، فكيف والأمر ليس كذلك؟.
من يحرصون على سمعة الكرة السعودية، هم من سيؤدي ذهابهم إلى «فيفا» لتجميدها، كما حدث للكرة الكويتية، وهذا يمكن لرئيس النصر أن يفعله بكل سهولة، بصفة أن ناديه عضو جمعية عمومية، فيشتكي لـ«فيفا» ضد تدخل الهيئة العامة للرياضة كجهة حكومية في شؤون الكرة، وليس بصفته ناديا معاقبا من اتحاد بلده يُصعّد عقوبته لـ«فيفا»، فهذا لا يجمد نشاطا ولا يمسّ سمعة.
أما تراجيديا الفانتازيا لدى بعض إعلام وجمهور النصر، فأضغاث أحلام في قدرة رئيسهم على تهبيط الهلال إلى الدرجة الأولى، وإعلان ناديهم بطلا لدوري جميل.
كيف يفكر هؤلاء؟، لماذا لايقرؤون ليروا إنْ كانت عقوبة الهلال -في حال ثبوت تحريضه عوض خميس على عدم التجديد لناديه الحالي النصر- هي التهبيط؟، لن يُهبّط الهلال ولا غيره من الأندية إلا في حالتين: ثبوت تلاعبه في النتائج، أو رفضه تنفيذ قرار دولي نهائي صدر ضده، أما مخالفته نظام الاحتراف -في حال ثبوته- فلن تتجاوز الحرمان من التسجيل.
تهبيط رئيس النصر للهلال نكتة تُقبل بين جمهور، لكنها بين إعلاميين تدل على أن تأجير العقول قد بلغ مرحلة تهبيطها.