أشارت مصادر عراقية، إلى بروز خلاف كبير بين رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، وقائد ميليشيات الحشد الشعبي، هادي العامري، على خلفية التنافس لقيادة التحالف الوطني، الذي يضم التيارات السياسية الشيعية في العراق. مضيفة أن دوائر نافذة داخل الحكومة الإيرانية بدأت تدير ظهرها للمالكي الذي كان معروفا بولائه الشديد لطهران، بسبب تزايد الرفض الواسع له، سواء على مستوى التيارات السياسية، أو حتى داخل البيت الشيعي نفسه، لا سيما مع زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، إضافة إلى سوء علاقته مع قيادات إقليم كردستان، واتهامه بالوقوف وراء العديد من ملفات الفساد المالي والإداري خلال ترؤسه الحكومة. وأضافت المصادر -التي رفضت الكشف عن هويتها- في تصريح إلى «الوطن» أن انتخابات قيادة التحالف الوطني المقررة العام المقبل، لاختيار خليفة لقائد التحالف الحالي، عمار الحكيم، سوف تشهد استقطابا واسعا، لا سيما أنها سترتبط بفترة مهمة من تاريخ العراق، هي مرحلة ما بعد تنظيم داعش، وما يستدعيه ذلك من تغييرات مطلوبة في قواعد اللعبة السياسية، أقلّها تغيير الوجوه المستهلكة المسؤولة عن إيصال البلد إلى وضعه الصعب القائم حاليا، والتي لن تكون مقبولة من الشارع الذي كسر جدار الصمت واعتاد الاحتجاج.
قلق إيراني
رغم خروج تيار الأحرار الذي يقوده الصدر من التحالف الشيعي، إلا أن العلاقة بين زعيم التيار، مقتدى الصدر، والمالكي، ظلت متوترة طيلة السنوات التي أعقبت الاحتلال الأميركي. واعتبر نائب رئيس الهيئة السياسية للتيار، جعفر الموسوي، أنه ليست لهم علاقة بتسمية رئيس التحالف الوطني، وقال في بيان «كتلة الأحرار ليست جزءا من التحالف، واختيار أي شخصية لرئاسته لا يعنينا من قريب أو بعيد». إلا أن مراقبين أشاروا إلى أن وحدة البيت الشيعي عموما، خصوصا التحالف الوطني، تمثل أهمية كبرى لإيران، للبقاء في مركز القوة، الذي يتيح لها الهيمنة على مواقع صنع القرار، وتحقيق مصالحها، خصوصا مع توجهات الإدارة الأميركية الجديدة لإعادة نفوذ الولايات المتحدة في العراق والمنطقة، إلا أن التقارب الذي أبداه رئيس الوزراء، حيدر العبادي مع واشنطن، يدق ناقوس الخطر لإيران، حول إمكانية تنفيذ مخططاتها.
تراجع حظوظ المالكي
رغم أن المالكي يبدو ظاهريا الخيار المناسب لإيران، لقيادة التحالف، نظرا لولائه الشديد لطهران، إلا أن كثرة صراعاته، وتعدد أعدائه، وتلوث سمعته بشبهات الفساد التي أضرت بالعراق وأدت إلى إفلاس الخزينة العامة، وظهور تنظيم داعش، بعد أن سلمته قوات المالكي معظم المحافظات والمدن، تجعله أبعد ما يكون عن التظاهر بلباس الوفاق، لذلك سارعت دوائر إيرانية للترويج لزعيم ميليشيات بدر، هادي العامري، ليكون القادم الجديد لرئاسة التحالف الوطني، وهي الإشارات التي أثارت المالكي، وجعلته يتحرك في كل الاتجاهات، ليعيد تقديم نفسه على أنه الرجل الأكثر ولاء لإيران، إلا أن المراقبين يؤكدون أن طهران التي عرفت دوما بالتركيز على تنفيذ مطالبها، دون الاحتفاظ بتحالف دائم مع أي شخص، وتعاملها مع الشخصيات السياسية على أنهم مجرد أدوات، ستمضي في تنفيذ مخططها.
أسباب التوجهات الإيرانية
- تزايد الرفض الشعبي للمالكي
- تصاعد خلافاته مع الحشد الشعبي
- كثرة صراعاته وتورطه في قضايا فساد
- سوء علاقته مع قيادات إقليم كردستان