بعض الجهود التي تُبذل لأجل أسر الشهداء وأطفالهم تندرج في إطار المبادرات الفردية. أعلم أن هناك قائمة استحقاقات أقرها مجلس الوزراء قبل سنوات، لكن لماذا لا توجد هيئة رسمية مستقلة خاصة بهذا الملف؟.
سبق لي تقديم اقتراح بإنشاء هيئة خاصة لرعاية أسر الشهداء والمفقودين. في كثير من دول العالم توجد جهات خاصة بهذه الشريحة الغالية، تتلمّس احتياجاتها وهمومها.
قبل عشر سنوات، كانت في القصيم لجنة جميلة جدا -لا أعرف ما مصيرها الآن- اسمها «لجنة رعاية أسر الشهداء النسائية». تسعى تلك اللجنة إلى تحقيق 19 هدفا رئيسيا.
أرجوك، تأمل معي أهدافها؛ لتعرف قيمة وأهمية تلك اللجنة!
ضمن الأهداف المنشورة -صحيفة الرياض جمادى الأولى 1427- مشاركة أسر الشهداء في مناسباتها المختلفة، وتلمُّس احتياجاتها ورفعها إلى أمير المنطقة، وتقديم الرعاية النفسية والصحية والاجتماعية والتثقيفية والبيئية لها، وتسهيل المعاملات الخاصة بأسر الشهداء أمام الدوائر المختلفة، ومتابعة أبناء الشهداء في مدارسهم للوقوف على مستواهم الدراسي، وإلحاقهم بدروس التقوية لتحسين مستواهم تعليميا، والعمل -وهذا هدف رائع- على إيجاد عمل لزوجات الشهداء وأبنائهم وبناتهم، بالتنسيق مع الجهات الأخرى، وتقديم الرعاية الصحية -وهذا أجمل- لأسر الشهداء، ومتابعتهم في المستشفيات.
أضف إلى ما سبق هدف جميل آخر: متابعة الأوضاع المالية لأسر الشهداء، وتأثيث وترميم منازل أسر الشهداء التي ترى اللجنة حاجتها إلى ذلك.
اللجنة لها عضوات عاملات، كل واحدة لها عمل محدد، كمتابعة أسرة الشهيد، وعمل زيارات دورية لها، لـ«أسرة الشهيد»، وفتح ملف خاص بأسرة الشهيد متضمنا جميع المستندات التي تخص أسرة الشهيد، وتسهيل -تخيّل- مهمة انتقال من يرغب من أسر الشهداء ممن يقيمون خارج المنطقة، إلى المنطقة، وتدبير أمور سكنهم واستقرارهم.
الخلاصة: نحن نمتلك تجربة رائدة في العمل الاجتماعي، ولا ينقصنا سوى تطوير الفكرة وإطلاقها كـ«هيئة وطنية» تجعل رعاية أسر الشهداء عملا مؤسساتيا، وغير خاضع للمبادرات والحماس.