أثار طلب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، فائز السراج، بضرورة التدخل العاجل لوقف الأوضاع في جنوب البلاد، جدلا واسعا بين الأوساط السياسية، معتبرين أن الطلب سيكون ذريعة لتدخل الدول الأجنبية في ليبيا. وجاءت دعوة السراج خلال رسالة بعث بها إلى المنظمات الدولية، شملت أمين عام جامعة الدول العربية، وأمين عام منظمة التعاون الإسلامي، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، والممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، وأمين عام الأمم المتحدة. وطالب السراج في رسالته الجهات المعنية بضرورة التدخل السريع لإنهاء الأزمة، لافتا إلى أن التصعيد العسكري المتكرر في مناطق مختلفة سينسف العملية السياسية، ويقود إلى حروب أهلية.



استنكار برلماني

حذر نائب رئيس المجلس الرئاسي للحكومة، علي القطراني، من استغلال بيان السراج، واستخدامه كذرائع  للتدخل الأجنبي في الجنوب، متهما السراج باستغلال موقعه الحكومي لصالح جهات محددة، ومشيرا إلى أن هذا الطلب لا يحظى بإجماع، سواء في الداخل أو الخارج. وأضاف القطراني أن الدعوة الأحادية التي صدرت عن السراج أثبتت وجود أجندات تتبع لجهات ومصالح معينة، تسعى للسيطرة على القرار في ليبيا، فيما استنكر مجلس النواب، خطوة حكومة الوفاق الوطني، معتبرا أنها تصب في خدمة الميليشيات والفصائل المسلحة، وشبكات التهريب والاتجار بالبشر.



الحوار الشامل

قال المبعوث الأميركي السابق إلى ليبيا، جوناثان واينر، إن الاقتتال بين الليبيين يكبدهم خسائر هائلة هم في غنى عنها، مطالبا جميع الجهات بوقف القتال، وإطلاق عملية حوار شاملة تمهد لحل دائم للأزمة بعيدا عن التدخلات الأجنبية. وشدد واينر على ضرورة إعطاء فرصة لتوحيد القوى الأمنية في ليبيا في جسم أمني موحد، تحت مظلة قيادة مدنية، فيما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، عن قلقه من التقلبات التي تشهدها الحالة الأمنية في طرابلس، والقتال الدائر في منطقة الهلال النفطي، وفي أماكن أخرى، محذرا من تفاقم الأوضاع في حال لم تضبط الجهات المسلحة النفس وتلتزم بالقرارات الدولية.