في الوقت الذي كشف فيه المحامي والقاضي السابق عبداللطيف السويد، عن 3 مراحل تمر بها جريمة غسل الأموال تتضمن الإيداع أو التوظيف أو الإحلال، والتمويه أو التغطية أو التعتيم والفصل، والدمج أو الاندماج، نوه رئيس لجنة الإعلام والتوعية بالبنوك السعودية طلعت حافظ ، عن وجود قاعدتين هما أعرف عميلك، والعناية الواجبة بالعملاء، تعطي كامل الحقوق والصلاحيات للجهات المالية على وجه العموم والبنوك التجارية خاصة بأن تتعرف على مصادر الأموال والإيداعات التي يأتي بها العملاء للبنوك، مؤكدا على لجوء غاسلي الأموال لاستخدام الوسائل الإلكترونية والتكنولوجيا المصرفية الحديثة لتمويه نشاطاتهم ومحو آثار جريمتهم.
اعرف عميلك
أكد حافظ لـ«الوطن»، أن البنوك السعودية والقطاع المصرفي على وجه العموم تتميز بالإجراءات المشددة في عمليات مكافحة غسل الأموال، مشيرا إلى قاعدة اعرف عميلك وقاعدة العناية الواجبة بالعملاء والتي تعطي كامل الحقوق والصلاحيات للجهات المالية على وجه العموم والبنوك التجارية خاصة بأن تتعرف على مصادر الأموال والإيداعات التي يأتي بها العملاء للبنوك.
وحدات متخصصة
أضاف حافظ، هناك وحدات متخصصة في مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب تقوم بمتابعة الحسابات التي تجد بها عدم تناغم بين حجم الإيداعات في هذا الحساب وبين طبيعة الحساب والهدف الذي أنشـئ من أجله، وفي حالة الاشتباه بأي حساب يتم الرفع للجهات الأمنية المختصة والتي تقوم بدورها بعملية التحري والتأكد من هذه الحسابات.
تحديات رقمية
حول استخدام أصحاب غسل الأموال للتكنولوجيا الحديثة في عملياتهم الإجرامية، أشار حافظ، إلى أن هناك تحديا كبيرا سواء على مستوى النظام المصرفي السعودي أو على مستوى الأنظمة العالمية فيما يعرف بتطور تقنية الاتصالات وما يعرف بالتعاملات الرقمية، ولعل أكثر التحديات هو وجود ما يعرف بالعملة الافتراضية وهي عملة رقمية غير معترف بها رسميا في البنوك المركزية يتم تداولها عبر الشبكة العنكبوتية، مما سهل على أصحاب غسل الأموال الاختفاء خلفها واستخدامها في تصفية تعاملاتهم المالية الناتجة عن عمليات الغسل، منوها بأن المملكة تعد من بين أكثر الدول كفاءة في مكافحة عمليات غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
مرحلة الإيداع
أوضح المحامي السويد، لـ«الوطن»، أن هناك ثلاث مراحل أساسية تمر بها عملية غسل الأموال ويمكن أن تحدث هذه المراحل في وقت واحد أو تكون بشكل منفصل تعزز صعوبة اكتشاف هذه الجريمة. والمرحلة الأولى هي مرحلة الإيداع أو التوظيف أو الإحلال، وفيها يحاول أصحاب الأموال القذرة التخلص من المحاصيل النقدية المتحصل عليها من النشاط الإجرامي عن طريق إيداعها وإدراجها ضمن النظام المصرفي بصورة ذكية لا تلفت النظر وهذه المرحلة في الغالب سهلة الاكتشاف، كما تعني هذه المرحلة قيام أصحاب هذه الأموال بإيداعها في أحد البنوك الداخلية أو الخارجية أو شراء أسهم أو مؤسسة مالية نقدية يمكن نقلها إلى مكان آخر، كما يمكن أيضا إيداع أموال نقدية كبيرة في حساب مصرفي ويتم تقسيم هذه المبالغ إلى مبالغ أصغر حجما تودع مع مرور الوقت في فروع مختلفة لمؤسسة مالية واحدة أو مؤسسات مالية مختلفة.
مرحلة التمويه
وفقا للسويد فإن المرحلة الثانية تتمثل في التمويه أو التغطية أو التعتيم والفصل وتكون هذه المرحلة بعد دخول الأموال القذرة إلى قنوات النظام المصرفي، حيث يقوم أصحاب هذه الأموال القذرة بإجراء العديد من العمليات المصرفية المعقدة على إيداعاتهم لفصلها عن مصادرها الإجرامية وإزالة أي آثار تشير إلى هذه المصادر.
الاندماج الكامل
المرحلة الثالثة هي مرحلة الدمج أو الاندماج، ويعرفها السويد بأنها المرحلة التي يبدأ فيها أصحاب الأموال بمزج الأموال غير المشروعة في النظام المالي المعتمد ليتحقق لها الاندماج الكامل مع الأموال المشروعة، وتصبح بصورة مموهة كأنها أموال مستمدة من مصادر مشروعة تختفي بموجبها معالم الجريمة فيصعب تمييزها عن الأموال المشروعة.