ما إن انفض السامر عن انتخابات نادي الرياض الأدبي مساء أول من أمس، حتى ظهرت حالة من عدم الرضا لدى بعض المثقفين والأدباء، الذين خرجوا بتصريحات اتهموا فيها من وصفوهم بـ«مجموعات لا علاقة لها بالأدب، باستخدام طرق ووسائل مثيرة للاستغراب بغرض الاستحواذ على منبر ثقافي».


الأغرب

كتب الروائي محمد المزيني -أحد المرشحين الذين لم يفوزوا- على صفحته في «تويتر» «نادي الرياض الأدبي يشهد هذا المساء أغرب انتخابات أندية أدبية وباكتساح شبه كامل يفوز أساتذة جامعة الإمام بأصوات طلابهم»، وحول ذلك تحدث المزيني لـ«الوطن» قائلا «في كل مرة نأتي إلى انتخابات الأندية الأدبية مشحونين بالأمل أن ثمة شيئا ما تغير، وما أن تفرز الأصوات وتخرج النتائج حتى نصاب بالإحباط، ليس لأننا لم نفز بأصوات ترشحنا للدخول، بل لأن ثمة شيئا حدث ورتب له في الخفاء لتخرج النتائج لأسماء معينة باكتساح شبه كامل، وللأسف الشديد أن هذه الأسماء محسوبة على الحقول الأكاديمية لا الإبداعية، وحينما تتصفح الوجوه في قاعة الانتخاب لا تجد من المبدعين المنتسبين للفضاء الإبداعي إلا القلة الذين جاؤوا لمؤازرة صديق لهم، أين الخلل هنا؟ سؤال صعب والإجابة عليه أصعب، أين أدباء الرياض ومبدعوهم ليلة الانتخاب؟»، مضيفا «الوجوه لا تكاد تكون معروفة، جلهم جاؤوا من أروقة الجامعة لدعم أساتذتهم، بالنسبة لي تقدمت للانتخابات آملا في العمل كفريق واحد مع خالد اليوسف الذي انسحب قبيل الانتخابات فجأة، وقد راودتني نفسي بالانسحاب إلا أنني صمدت أخيرا لاختبار التجربة الجديدة».


مرشحو whatsapp

قال الدكتور عبدالمحسن الحقيل هناك أمور حدثت تثير استغرابي، منها إنشاء مجموعة للمرشحين عبر «الواتساب» ولها مدير ينظر ويقنن ويجيز ويمنع وهو في الوقت نفسه هو أحد المرشحين، ولم أفهم كيف حدث هذا، في المجموعة نفسها حدثت تجاوزات للائحة واللائحة تنص على أن من يتجاوز يشطب اسمه والذي حدث هو الاكتفاء بتنبيه عابر هو: «أرجو الالتزام باللائحة»، وأثار استغرابي الفرق الشاسع بين المرشح الأول والأخير وهو قرابة 76 صوتا وهذا غريب، واستغربت عدم فوز أسماء لها حضور ثري ورائع في مشهدنا الأدبي مع استحقاقها للفوز دون ريب، والتصويت تم أمامنا بشكل يدوي لكني أسجل دهشتي واستغرابي فقط، وما كتبه الزميل المزيني في تويتر لا أجزم بصحته غير أني رأيت فعلا عددا من طلاب جامعة الإمام يصوتون وبدا عليهم الحماس.

 أما الدكتور صالح المحمود والذي فاز بأعلى نسبة تصويت فاكتفى برده على ما ذكره المزيني بالقول «أترفع عن ذلك».





ضد الفكرة

أشار الدكتور إبراهيم الشتوي إلى أنه سيعود إلى لائحة الأندية الأدبية ويتأكد من بعض الأمور التي حدثت في الانتخاب، وما إذا كانت مخالفة للأنظمة، وسيرفع طعنا في هذه الانتخابات، مشيرا إلى أن صحة ما ذكره الروائي محمد المزيني عن وجود تكتل طلاب جامعة الإمام فإنه سيتم الرفع للوزير بإعادة الانتخاب وبطلان ما كان، وإن لم يتم البت في ذلك فسيتم اللجوء إلى ديوان المظالم، ويضيف الشتوي قائلا: «قد تبدو للوهلة الأولى أن الآلية المتبعة منطقية ومعقولة، ولكن إذا تأملت عدد الناخبين، والجهة المنظمة للانتخابات ستجد أن قلة عدد المتاح لهم التصويت وأن الجهة المنظمة طرف في العملية الانتخابية وليست جهة مستقلة تبين بشكل واضح أن الالتفاف على الانتخابات أمر يسير جدا، الأمر الذي يجعلها صورية. والأمر الآخر أنني ضد الانتخابات في الشأن الثقافي، لأنها أصلا تقوم على فكرة الأرقام، والحشد. تساوي بين المثقف الكبير صاحب المقالات والدراسات بالمبتدئ الذي ليس له حظ من الثقافة إلا مؤهل علمي حديث التخرج، وهي تقوم على العدد، والكم، في حين أن الفعل الثقافي فعل كيفي نوعي، وهذا يؤدي إلى تسطيح الثقافة وتهميش المثقفين حين يصبح المسؤولون عن الثقافة هم نتاج الاحتشاد والتجمهر».