رغم أن وزارة الدفاع الأميركية «البنتاجون» تقول: إن صواريخ التوماهوك التي أطلقتها البحرية الأميركية في السابع من أبريل الجاري على مطار الشعيرات في سورية، دمرت حوالي 20% من القوة الجوية لدمشق، إلا أن هنالك أرقاما لم تنشرها «البنتاجون» في تقاريرها.

بحسب المعلومات التي بحوزتي، أطلقت البحرية الأميركية 61 صاروخا من طراز كروز-توماهوك، على المطار العسكري في الشعيرات، واحد من صواريخ الكروز فشل في الانطلاق، بينما تحطم آخر في البحر، وهو الأمر الذي يعني أن مجموعة الصواريخ الـ59 الباقية أصابت هدفها وفقا للبنتاجون.

إن بيان البنتاجون يشير إلى أن الهجوم أدى إلى الإضرار أو تدمير مواقع «تخزين» الوقود والذخيرة، و«تدمير» قدرات دفاعية جوية، و20% من الطائرات «العسكرية السورية»، وهو ما يعني خسارة الحكومة السورية لقدرة إعادة تزويد طائراتها بالوقود، أو حتى إعادة تسليحها، وبالتالي أصبح استخدام المدرج بدون أي منفعة.

إن ضربات الكروز «لم تكن ضربة قاضية»، لكن الفكرة الأساسية كمنت في منع النظام السوري من استعمال الأسلحة الكيميائية، لذلك، أتى الرد فيما سمي «ردا متناسبا»، الأمر الذي يتناسق مع تصريح وزير الدفاع الأميركي جايمس ماتيس، بأن الحكومة السورية ستكون «غير حكيمة» إذا أعادت استخدام السلاح الكيميائي.

بقطع النظر عن تقديرات البنتاجون، نشرت تقارير متنوعة أن الطيران العسكري السوري عاود الإقلاع من قاعدة الشعيرات، على الرغم من الصواريخ التي استهدفتها، وتشير إلى أن مدرج المطار لم يُستهدف مطلقا، وبالتالي بقي سليما من الأضرار، والمطار المستهدف ضم سربين من سوخوي سو-22 أم أل/‏‏أم أل دي «ويبدو أن عددا جيدا من تلك المقاتلات نجا من الهجوم»، الأمر الذي يشير إلى أن أسراب المقاتلات وُزعت على 3 أجزاء من المطار، ويظهر أن الصواريخ أصابت قطاعين أو ثلاثة منها.

في حال صحة التقارير، فإن الإصابات في سرب الطائرات الحربية السورية على صحة تقديرات البنتاجون عن تدمير 20% من القوة الجوية الروسية، تشير إلى أن نظام الأسد لديه 45 طائرة قتالية في حالة تشغيلية تُركت سليمة.

وهذا يعني أن سنوات الحرب سببت «خسائر فادحة» في القوات الجوية السورية، والتي كانت تملك 461 مقاتلة ثابتة الجناحين، و76 أخرى مخصصة للتدريب سنة 2011.


 


دايف ماجومدار







محرر الشؤون الدفاعية مجلة ناشونال إنترست الأميركية