قضت محكمة جنح شبرا الخيمة، والمنعقدة بمجمع محاكم شبرا الخيمة، في القضية رقم 1277 ازدراء أديان، بمعاقبة محمد عبدالله عبد العظيم الشهير بالشيخ «ميزو»، بالسجن 5 سنوات مع الشغل والنفاذ، لاتهامه بازدراء الأديان. وكان الشيخ ميزو قد أثار جدلاً واسعاً في الشارع المصري وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، عندما ادعى أنه المهدي المنتظر، حيث أعلن في وقت سابق على صفحته عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، قائلًا: «بيان هام.. أعلن أنني أنا الإمام المهدي المنتظر (محمد بن عبدالله) الذي جاءت به النبوءات، وجئت لأملأ الأرض عدلاً وأدعو شعوب الأرض قاطبة لمبايعتي».
ولاحقأ، تراجع عن زعمه، وقال إنه لجأ إلى هذا الإعلان بهدف «تنقية التراث الإسلامي باستخدام الصدمة في الثوابت التي يعتقد المسلمون فيها، كما أراد أن ينقذ المسلمين من الخرافات».
ومحمد عبدالله نصر، درس بالأزهر الشريف، وأثار الجدل كثيراً بمواقفه وآرائه، وظهر لأول مرة إبان ثورة 25 يناير 2011، عندما هاجم جماعة الإخوان المسلمين بميدان التحرير (وسط القاهرة)، ومنذ ذلك الحين أصبح ضيفا دائما على المواقع الإخبارية والمحطات التلفزيونية المعارضة للإسلاميين في مصر.
ولـ«الشيخ ميزو»، فتاوى مثيرة للجدل، من بينها أن «الرقص الشرقي ليس حراماً، والحجاب ليس من السنة الإسلامية، ونكرانه عذاب القبر، وقوله إن نكاح غير المتزوجين ليس زنا»، كما سخر في وقت سابق من كتاب صحيح البخاري، الذي يعد المرجعية الأولى للمسلمين في الأحاديث النبوية. وفي أغسطس من العام 2015، احتجزت سلطات أمن مطار القاهرة «الشيخ ميزو»، أثناء عودته من العاصمة الإيرانية طهران؛ للمشاركة في مؤتمر عن مواجهة «الفكر التكفيري»، هذا ما حدث في جمهورية مصر العربية، هذا ما حدث في مجتمع أكثر تحرراً فكرياً وأخلاقياً من غيره ، تم القبض على الشيخ «ميزو» وزج به في السجن، والهدف من ذلك منع إثارة الجدل حول الثوابت الدينية، كما تم قبل ذلك سجن الباحث والإعلامي إسلام بحيري، لإدانته بارتكاب جريمة ازدراء الدين الإسلامي، قبل أن يتم إخلاء سبيله بعد حصوله على العفو الرئاسي.
أنا ضد الحجر على أفكار الآخرين، ضد أن نوصد الأبواب والنوافذ للفكر الحر، ضد أن نخاف من أن نطلق عنان أفكارنا إلى خارج المحيط، خارج هذا الهواء الرطب الساكن على جدران أنفاسنا، من الجميل أن تجد أن هناك من يسعى إلى التفكير خارج الصندوق كما يقولها دائماً خبراء ومدربو الطاقة البشرية، إن الذين يفكرون منشغلون على الدوام في محاولة الفهم، في التشبث ما بين الواعي واللاواعي، لكن هناك ثمة أفكار لا يمكن لنا رؤيتها كما يريدها منا المتحدثون بها، ربما لأننا لم نصل بعد إلى مستوى ثراء عبقريتهم، أو لأننا لا نملك ذلك الأفق البعيد الذي وصل إليه المفكرون منهم، ولكن رغم كل ذلك سجن العديد من المفكرين والباحثين ورجال الساسة، فمجتمعاتنا العربية لا تؤمن بالتحرر العقلي . وقبل أيام كنت قد تابعت وسما عبر برنامج التواصل الاجتماعي «تويتر»، دون هذا الوسم بـ #الداعية_عبير، فوجدت عددا من مقاطع الفيديو، عبارة عن فتاة ترتدي قفازاً وتضع دائماً أمامها مشروب الطاقة، ولا أعرف ما سبب وجود هذا المشروب الدائم بجانبها، وأظن أن لهُ معاني لم أفهمها، كل مقاطع الأخت عبير هي إهانة مقصودة وموجهة إلى المرأة، إلى جانب تناولها بأسلوب ساخر لبعض الفتاوى التي لاقت جدلاً واسعاً ، لكونها فتاوى تحتوي على غرابة وخفة في العقل من بعض من يتصدون للفتوى وهم أقل منها، ولا يمثلون مرجعا معتمدا للإفتاء .
لم أستطع أن أضحك كما فعل البقية على مقطع الفيديو الذي جاء بعنوان «شاحورما»، بحسب أن الفكرة قدمت بطريقة ساخرة، ويبدو أن الداعية عبير كما تسمي نفسها، تمتلك إبداعا فنيا متألقا، ولكن ليتها ابتعدت عن لبس القفاز الذي لم تلبسه إلا لتدين به المرأة التي ترتديه، وهذا مرفوض تماماً، كما أن التهكم على بعض المعطيات الدينية أيضاً مرفوض، ولا يمكن لنا أن نقف أمام هذه المقاطع من دون أن يكون هناك تدخل من قبل المسؤولين، إننا لا نقف أمام أي إبداع أو مناقشة وطرح الأفكار، ولكن أن يصل بنا الحال إلى هذه الطريقة السمجة في الضحك على عقيدتنا فالجميع سيتفق على أنه أمر غير مقبول البتة.
أتفق مع الأخت عبير على أن هناك فتاوى أشبه بالخرافات، ولكن يمكننا الحديث عنها بطريقة أكثر مرونة وأكثر عمقاً مما تقوم به، بعيداً عن السخرية والاستهزاء بلبس قفازات اليد، أو الضحك على أن صوت المرأة عورة!