أولت حكومتنا الرشيدة الشريحة الكبرى والمكون الأهم في تركيبة المجتمع السعودي فئة الشباب جل اهتمامها وفائق رعايتها وجزيل دعمها وتشجيعها إدراكا منها بأن الشباب هم عماد الأمة وثروتها النفيسة وهم سر قوتها ومصدر رقيها وتحضرها.

وليس ذلك مستغربا في ظل ما تقدمه هيئة الشباب والرياضة من برامج ومسابقات وخدمات وأنشطة متنوعة للمحافظة على صحة الشباب واستثمار طاقاتهم والإفادة من أوقاتهم فيما يعود عليهم وعلى المجتمع السعودي بالخير والنفع والصلاح.

وتحقيقا للأهداف التي وضعتها هيئة الشباب والرياضة والمخطط لها سلفا حرصت على تهيئة أجواء للتنافس الشريف وفق معايير وأنظمة ولوائح وقوانين تطبق على الجميع وتعطيهم فرصا متساوية وعادلة؛ تشجع المشاركين فيها على تقديم أفضل ما لديهم في مضمار تنافس سليم؛ يشكل شخصياتهم تشكيلا سليما، وينمي مواهبهم، ويصقل قدراتهم في مناخ ملائم للسبق المحموم يسهم جديا في تشرب الشباب لقيمها النبيلة وغاياتها السامية وترجمتها إلى سلوكات حميدة تعكس قيم المجتمع السعودي المتخذ من الإسلام شريعة ومنهاجا.

كل ذلك أسهم في حظوظ منافساتنا في شتى الألعاب الرياضية بزخم إعلامي كبير جعل الدوريات السعودية محط أنظار واهتمام ومتابعة الأشقاء في البلاد العربية، ويبدو أن ذلك الزخم الإعلامي استهوى رجال المال والأعمال، وأغراهم بولوج الميدان الرياضي رغبة وطمعا في الشهرة والظفر ببريقها نافثين بكل أسف سموم مبادئهم الربحية النفعية وتعاملاتهم المبنية على جلب المصالح الذاتية بأنانية مفرطة وإن كانت على حساب المصلحة العامة وطحن المنافسين بأساليب غير مشروعة على شاكلة الضرب تحت الحزام، ومحاربتهم بأساليب ملتوية تبرر غايتهم ووسيلتهم عملا بالمبدأ الميكافيللي.

طبعا ليس تعميما على الجميع وإن كانت الغالبية كذلك، وتنفيذا لاستراتيجياتهم كان لزاما عليهم الاستعانة بأقلام مأجورة تكتب ما يملى عليها حرفيا لا ما تمليه المصلحة العامة وأمانة الكلمة، فكثر المطبلون لفلان والراقصون على أنغام علان، وكانت النتيجة كثرة هرج ومرج، وإثارة تعصب أعمى، وانتقاص مريب للآخر المنافس لا بنقصه إنما بغمطه حقه وتشويه صورته بهتانا وزورا. ولم يقف الأمر عند ازدراء المنافس، بل تغولوا في كيل الاتهامات لرجالات هيئة الشباب والرياضة، ووصمهم بمحاباة فرق بعينها على حساب الأخرى، بدءا بالتشكيك في جداول المسابقات ولجان تطبيق العقوبات ولجان الاحتراف، ووصولا إلى التشكيك في نزاهة الحكم السعودي عبر النعيق بأبواقهم الإعلامية المأجورة، حتى وصل بهم الحال إلى التشكيك في اختيارات الجهاز الفني للمنتخبات السعودية، وكم من مدرب حاربوه إعلاميا وأثاروا عليه الرأي العام ليستجيب المسؤول لمطالبهم ويقيله، وليس أدل على ذلك من المدرب (أنجوس) الذي صنع لنا منتخبا قويا في فترة وجيزة، قهرنا به اليابان ودول شرق آسيا، ولولا التعثر في محطة العراق الأخيرة لحصلنا على الكأس الآسيوية الرابعة؛ لا لشيء إلا لأن أنجوس تجاهل لاعبي أنديتهم المفضلة فصبوا عليه جام غضبهم.

وإنك لتعجب وتستغرب أن يكون ذلك العويل في القنوات الفضائية الذي يتبادر إلى ذهنك حين سماعه أنك تستمع إلى شريطية في الحراجات وليس لإعلاميين ومثقفين، يفترض فيهم النأي عن تلك الترهات.

رفقا رفقا بشبابنا أيها النقاد الرياضيون، فأنتم موضع الاقتداء، فلا يصدر منكم إلا ما فيه خيرية مجتمعنا السعودي، ونفع شبابنا وإثراء زادهم العلمي والثقافي بخبراتكم ورؤاكم القويمة لتسهموا بذلك في إعداد جيل واع مدرك معتز بقيمه الوطنية، وكله ثقة في صدقية متنفذينا ومسؤولينا في المجالات الرياضية وغيرها من الأجهزة الحكومية.