تصدر عنوان المقال وسوم ـ جمع وسم (هاشتاق) ـ تويتر الأسبوع الماضي؛ عرفانا واجبا، وتقديرا مستحقا لصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز، محافظ محافظة جدة، الذي أثبت للجميع حبه لمحبوبته جدة، ولمحبي أهلها، وتفانيه المنقطع من أجل رسم السعادة على محيا الجميع، وتجلى ذلك مؤخرا، وبشكل واضح في رعايته وعنايته بفعاليات مهرجان منطقة جدة التاريخية، والذي جاءت دورته الرابعة بعنوان (أتاريك: جمع إتريك)، ليذكر الناس برمز الإضاءة في جدة، وما حولها..

الأمير مشعل له علاقاته القوية بالناس، وأهل منطقة مكة المكرمة، وجدة خصوصا يقدرون ذلك منه؛ ولهم تجاربهم الشخصية مع سموه، سواء من خلال مكتبه العامر، أو عند زيارتهم له أسبوعيا في مجلس قصر والده طيب الذكر، صاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبدالعزيز، رحمه الله رحمة واسعة، وفيه تعرف زائروه على سموه عن قرب، وفي كل مرة يضيف للحضور معلومات غاية في الروعة والدقة، عن مختلف المعارف والموضوعات، وكلها تؤكد أنه أمير بمصادر معلوماتية، لا يمكن أن يكون قد تحصل عليها إلا عبر قراءات ومطالعات يومية، ولا يمكن أن تتوفر إلا عند إنسان مهتم بوقته، ومتمكن جدا من توزيع مسؤولياته العملية والشخصية..

العرب يقولون في أمثالهم «الولد سر أبيه»، و«العصا من العصية»، و«على أعراقها تجري الجياد»، وقال رؤبة بن العجاج «ومن يشابه أَبَهُ فما ظلم»؛ والأمير مشعل بما حباه الله من همة ومكارم يذكر الناس دوما بأبيه الغالي، ويقول لهم (بأفعاله) إني لمحة من أبي، وفيَّ ملامح من ذلك الأمير الذي ملأ قلوب الناس طيلة التسع عشرة سنة، التي شغل فيها إمارة منطقة مكة المكرمة، وقدم لأهلها كل مشاعر الحب، ومختلف أنواع التقدير، وفتح قلبه وبيته لهم، وكانت له مواقفه الشهمة التي لا يمكن أن يجحدها أحد، وهنا أنقل تصريحا أحتفظ به للأمير مشعل عن والده، في يوم وفاته، رحمه الله، في مثل هذا الشهر، قبل أربعة عشر عاما ـ 12/ 4/ 2003 ـ «الحمد لله على قضاء الله وقدره؛ أحسن والدي تعليمنا، وكان دائما يوجهنا إلى فعل الخير، والسعي إليه، وقضاء حوائج الناس؛ وكان عطوفا رؤوفا رحيما، وشديدا في وقت الشدة»..

على المستوى الشخصي أعرف لسمو الأمير مشعل مجموعة من المسائل الدقيقة التي أحتفظ بها لنفسي، وكلها أثبتت لي أنه رجل مسؤول، ولديه من الإنسانية ما يمكن أن يقنع بها من حوله؛ أنه قريب جدا من الناس؛ وأنه لا يتأخر عن الصغير قبل الكبير، وأنه على قدر عال من كل شيء طيب.. رحم الله الأصول، وبارك في الفروع.