يرى تيم ورستال زميل معهد آدم سميث في لندن، أن الفرصة مواتية للمملكة لتصميم نظام ضريبي مناسب ومثالي في ظل تمكنها من تمويل خزينتها عن طريق ريع الموارد حتى الآن.، وهو يرى أن الظروف الاقتصادية التي أسهمت في فرض النظم الضريبية في بقية دول العالم لا تشكل ضغطا على المملكة حالياً، ولذا فإن إمكانية تصميم نظام منطقي اقتصاديا متوافرة حاليا.
ويؤكد أن المملكة بدأت بالفعل في تصميم هذا النظام، مستشهدا بإصرار السعودية على عدم فرض ضريبة الدخل وإنما اللجوء لفرض ضرائب مشابهة لضريبة القيمة المضافة. جاء ذلك خلال مقالة نشرتها فوربس للكاتب الذي نشرت مقالاته في كبريات الصحف العالمية مثل نيويورك تايمز والديلي تليجراف وول ستريت جورنال، بوصفه خبير ومحلل اقتصادي ومالي .
إصلاح شامل
في بداية مقالته يشيد الكاتب بالتطمينات التي ساقها وزير المالية السعودي محمد الجدعان، والتي أكد خلالها عدم وجود نية لفرض ضرائب على الدخل، وأن الشركات السعودية لن تخضع أرباحها للضرائب في ظل عمليات الإصلاح الاقتصادية التي بدأت تنفيذها في المملكة. بالتزامن مع تنفيذ عملية إصلاح شاملة لجميع جوانب اقتصادها، بما في ذلك ضرائب جديدة وخصخصة وإستراتيجية استثمار مختلفة، وخفض حاد في الإنفاق الحكومي. ووصف اتخاذ دول الخليج قرارها بفرض ضريبة القيمة المضافة بالأمر الجيد لدعم الإيرادات الحكومية.
الأنظمة الضريبية
ناقش ورستال في مقالته الجوانب الاقتصادية للأنظمة الضريبية. مؤكدا على أن أي ضريبة يتم فرضها يكون لها تكاليف التوزيع غير الكفء للموارد، والتي يقصد بها الكاتب تبعات فرض الضريبة على سلوك المستهلكين وأداء الاقتصاد، حيث يقول: هذا نشاط اقتصادي لا يحدث فقط لأننا فرضنا الضريبة. افرض الضرائب على الدخل وستجد أن البعض سيعمل لساعات أقل، افرض الضرائب على الأرباح وستجد أن بعض الشركات لن تهتم، افرض الضرائب على المبيعات أو الاستهلاك وستجد أن بعض الناس لن يشتروا أشياء معينة. فهذه هي طبيعة الوحش الضريبي، قم بتغيير سعر الأشياء وبذلك ستغير السلوك البشري.
أقل الخسائر
يرى الكاتب أن لجوء الحكومة إلى الضرائب هو بهدف تمويل المستوى الحكومي الذي حددته. وبالتالي فإن الفن يكمن في رفع الإيرادات بأقل الخسائر. و ينبغي عند تصميم النظام الضريبي اتباع بعض القوانين. مثل فرض الضرائب على الأشياء السيئة، بعد ذلك يأتي ريع الموارد وهي الطريقة التي موّلت بها السعودية نفسها حتى الآن، وهي طريقة رائعة.
معايير الاختيار
يخلص ورستال إلى أن توجه السعودية لتصميم نظامها الضريبي يستهدف المواءمة بين تحصيل الإيرادات الضرورية دون الإضرار بالنشاط الاقتصادي بشكل كبير، ووفقا للكاتب، فإن المملكة تقوم بذلك بالطريقة الصحيحة، بتطبيق نظرية الضرائب المثالية.