أشار مركز بروكنجز إلى أن حركة حماس تسعى في الوقت الحالي، بعد قرابة 30 عاما على تأسيسها، إلى إعادة النظر في مبادئها وأهدافها التأسيسية، وأن هذه المراجعة ظلت موضع نقاش طويل بين قادة الحركة، موضحا أن الهدف من ذلك هو إعادة تقديم نفسها في المنطقة على أنها مجرد حركة مقاومة للاحتلال الإسرائيلي، دون ارتباط بجماعة الإخوان المسلمين، وذلك حتى تتمكن من إرضاء القوى المحلية والإقليمية في الشرق الأوسط والعواصم الغربية. وتحسين العلاقات مع قوى فاعلة في المنطقة، من بينها دول الخليج العربي ومصر. قال المركز في التقرير الذي أعده الباحث بيفرلي ميلتون «في العام الماضي، عملت حماس بجهد لإعادة بناء العلاقات مع مصر التي تعد عنصرا رئيسيا لتحسين العلاقات مع الحركة التي تسيطر على القطاع، إذ يوجد به مليونا نسمة».
تعديل الميثاق
أضاف التقرير أن حماس التي تأسست عام 1987، خلال ذروة الانتفاضة الفلسطينية الأولى، قامت على ميثاق يصفها بأنها حركة مقاومة إسلامية، إلا أنها بدأت تتنافس مع فصائل منظمة التحرير التي كانت تتسيد المشهد آنذاك، وتدور اختلافات الطرفين حول التفاوض مع إسرائيل.
ومع قيام قادة حماس الآن بمراجعة الميثاق، وضعوا جانبا الدعوة إلى المقاومة المسلحة، يؤكد الميثاق الجديد رغبة القادة منذ زمن في الانتقال إلى مواقف سياسية.
وأضاف التقرير، أن قوة موقف حماس الجديد تتمثل في قدرتها على إقناع العناصر المتشددة في الحركة، بما في ذلك كتائب عز الدين القسام على الانضمام إلى عملية صنع القرار، وأن التوجه الجديد يشكل انتصارا للسياسة على حساب العمليات المسلحة.
فك الارتباط
أشار التقرير إلى أن هذا الموقف الوسطي يمكن أن يكون نقطة عودة مهمة لحركة حماس مع القادة الإقليميين والجهات الدولية.
فعلى سبيل المثال، رأت قيادتها في أعقاب الربيع العربي، وصعود الإخوان المسلمين في مصر، ووصول الرئيس محمد مرسي إلى السلطة، مستقبلا مشرقا لها، إلا أن ثورة 30 يونيو أطاحت بحكومة الإخوان، وتدهورت علاقات السلطة الجديدة مع حماس التي بدأت قيادتها خلال السنوات الماضية في إعادة بناء الثقة مع القاهرة.
وسيؤكد الميثاق المعدل أن حماس حركة فلسطينية، ومن المحتمل أن تسقط شعارات الماضي التي تربط الحركة بجماعة الإخوان المسلمين.