أشار معهد بروكنجز إلى أن العملية الأميركية الأخيرة في سورية، وقصف قاعدة الشعيرات، ردا على استهداف النظام السوري للمدنيين في بلدة خان شيخون، بأسلحة كيماوية، كان مفاجئا حتى للأميركيين أنفسهم، لاسيما أنها العملية الأميركية الأولى في سورية، بعد سنوات من التردد للإدارة السابقة برئاسة باراك أوباما.
وأضاف المعهد في مقال للكاتب تشارلز تي كول أن هناك إيجابيات كثيرة للعملية، تتمثل في أن الولايات المتحدة أظهرت دعما واضحا للقانون الدولي الذي يمنع استخدام الأسلحة الكيماوية، وأوضحت بجلاء أن ثمن استخدام مثل هذه الأسلحة سيكون باهظا. خصوصا أن النظام السوري أقدم مرات عديدة على استخدام مثل هذه الأسلحة دون أن يتحمل أي تبعات دولية. وأضاف المعهد أن القصف هو رسالة موجهة للأسد والعالم أجمع بأن استخدام هذه الأسلحة العشوائية التي تقتل الأطفال والمدنيين الآخرين هو أمر غير مقبول.
إيجابيات كثيرة
أضاف المقال أن هذه العملية قد تساعد على تخفيف الأضرار التي تسبب فيها أوباما بقراره الذي اتخذه في آخر لحظة باللجوء إلى الكونجرس قبل اتخاذ أي إجراء عقابي، بعد أن تجاوز الأسد بوضوح «الخط الأحمر» باستخدام مثل هذه الأسلحة. وأن من الإيجابيات الأخرى أن واشنطن أوضحت رغبتها في استخدام قوتها العسكرية لإجبار موسكو وبكين ودول أخرى بشكل سريع على التفكير باحتمال التعرض لردود فعل مميتة لا يمكن توقعها من جانب الولايات المتحدة. وأن استخدام القوة من جانب واحد يكشف ما الذي قد تقوم به الولايات المتحدة في مواقف أخرى عندما تكون مصالحها معرضة للخطر. كما أن العملية ربما لا تُغير من الوضع العسكري في سورية، لكنها حتما ستمنع اتخاذ قرارات مستقبلا من قبل النظام في استخدام تلك الأسلحة ومثيلاتها من الأسلحة العشوائية مثل البراميل المتفجرة والقنابل العنقودية.
مساوئ متعددة
أشار المعهد إلى أن هناك سلبيات أخرى ترتبت على شن الغارة الجوية على نظام الأسد، تتمثل في أنها ربما لا تكون كافية لإرغام النظام على وقف تصرفاته الطائشة أو إلحاق أضرار جسيمة بقواعد الأسد العسكرية. كما أن من مساوئها أنها أظهرت الرئيس ترمب كأنه شخص قد تتغير سياسته بشكل سريع، وقد يتخذ إجراء عسكريا بناء على حادثة تلفزيونية واحدة. وسبق لترمب أن أظهر ميلا لقبول بقاء الأسد على كرسي الرئاسة لفترة معينة، قبل أن يقرر سريعا إطلاق 59 صاروخا على قواعده العسكرية بسبب ردة فعل عاطفية لصور المعاناة المعروضة على التلفاز. ومن سلبيات العملية أيضاً، يحسب المقال أنها عكست تجاهلا للمنظمات و المنهجيات متعددة الأطراف، وأن أسسها القانونية الدولية لا تزال غير واضحة. هذا القصف الذي تم القيام به من طرف واحد لا يعزز من توقعات الحلفاء أو الاستثمار في ترتيب الأمن الجماعي.