«ما حدث لأطفال الرب في سورية هو إهانة للإنسانية»، عبارة ترمب هذه التي قالها وصواريخه تدك مطار النظام السوري لم تبرر ضربته فقط، بل كشفت البون الشاسع بين إنسانية رجل كترمب، ودناءة حلف الممانعة العربي، الذي استيقظت عروبته فجأة بعد الضربة ليشتعل لائما العرب الآخرين لمجرد فرحهم بالضربة، بالادعاء أنه مطار عربي لجيش عربي، رغم أنه قبل ساعات هاجم أطفال سورية هجوم الحاقد المنتقم.

إن هؤلاء، ورغم كل هذه السنوات التي غرقت في الدم السوري، ما زالوا يعتقدون أن هناك فرصة للتصديق أن في عروقهم يجري الدم العربي، فما بالك بالإسلام، والأسوأ أن يعتقدوا أننا سنبالي بغضبتهم تلك، ولم يعد بيننا وبينهم غير أرواح أطفال سورية ووجوههم البريئة، وحدها عودتهم إلى الحياة ستعفو عن هؤلاء.

إنها المرة الثالثة التي يخون هؤلاء الأمةَ الإسلامية، بدءا من سقوط بغداد من التتار، مرورا بما فعلوه مع الصليبيين، وهذه السنوات العجاف التي تحالفوا فيها مع إيران.

لقد آن الآوان أن نعي أن دروس الكراهية التي يتلقاها هؤلاء منذ طفولتهم ليشبوا على خيانة الأمة وهم يتقونها بابتساماتهم، آن لها أن لا تؤمن أبدا إلا بخطاب مجدد في عقيدتهم، يوقف هذا الحقد ضدنا وضد أطفالنا على أخطاء لم يرتكبها أحد غير أجدادهم، وأحيلكم إلى توعد زعيم عصائب الحق، قيس الخزعلي، لأهل الموصل بالذبح، انتقاما للحسين عليه السلام، ولقد أثار رده العجب، فكل أهل الموصل ينتمون إلى قبائل لم تقاتل الحسين، بل من قاتله وقتله هو المجرم شبث بن ربعي الخزعلي جد هذا الإرهابي قيس الخزعلي، والذي يبدو أنه يجهله لكنه الشر الذي يأتِ بالشر، واللؤم الذي يرثه اللئام.

نعم، سنفرح بضربة ترمب، وسنفرح عندما نستأصل كل خائن للأمة، وأظن هذا الصمود السوري هو الذي لن يجعل هناك مرة رابعة لخيانات الخزعلي وحزب الممانعة.