أكد وزير الطاقة والصناعة والثورة المعدنية المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، أن قدرات الشباب السعودي وسواعد أبناء الوطن المعطاء، هي المورد الأساس والأهم في تحقيق طموحات الوطن والوصول إلى تطلعات قيادته. وأوضح الأهمية التي يكتسبها مشروع تطوير مدينة وعد الشمال ودوره في مسيرة التنمية المتوازنة والمستدامة في المملكة وفق توجيهات القيادة الرشيدة.
وأكّد الفالح خلال زيارة تفقدية قام بها أول من أمس لمشروع وعد الشمال في منطقة الحدود الشمالية، تزامنا مع إطلاق منظومة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المسار الثالث من سلسلة مبادراتها تحت اسم «الاستغلال الأمثل للثروة المعدنية، حرص المملكة على تنمية قطاع التعدين في المملكة من خلال مثل هذه المشروعات العملاقة، وفق معطيات تنافسية جديدة ومتميزة، بما يضمن دفع مسيرة التنمية الاقتصادية في الوطن ككل، وفي منطقة الحدود الشمالية على وجه الخصوص، مشيرا إلى أن مثل هذه المشروعات تمثل الاستثمار الأمثل للثروات المعدنية التي تحظى بها المملكة، وخاصة احتياطات الفوسفات في منطقة الحدود الشمالية، التي تقدر بنحو 7% من المخزون العالمي للفوسفات.
التنمية الوطنية
أشار الفالح إلى أن مشروع وعد الشمال، بجانب نظيره مشروع مدينة رأس الخير الصناعية التي تفضل بتدشينها مؤخرا خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، سيشكلان عند اكتمالهما رافدين رئيسيين للتنمية الوطنية، ومنصة انطلاق أخرى لتحقيق الأهداف الطموحة لقطاع التعدين الواعد، الذي تبذل الجهود ضمن رؤية المملكة 2030، لجعله الركيزة الثالثة للاقتصاد السعودي، مع صناعتي النفط والبتروكيميائيات.
وأوضح الوزير الفالح أن مشروع مدينة وعد الشمال يعد مشروعا متميزا بكل المقاييس، إذ هو من أكبر المشروعات الصناعية التي أنشئت بعيدا عن المدن الكبرى وعن السواحل في المملكة. وأضاف بأن المشروع الذي يزيد حجم الاستثمارات فيه على 36 مليار ريال، سيضيف عند اكتمال مراحله الأساس -إن شاء الله- 15 مليار ريال للناتج المحلي السعودي، كما سيوفر آلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة لأبناء المملكة عموما، ولأبناء منطقة الحدود الشمالية على وجه الخصوص.
واستهل الفالح الزيارة بالاطلاع على مركز التحكم في مجمع شركة معادن وعد الشمال للفوسفات، حيث التقى معاليه مجموعة من موظفي الشركة، واستمع لشروحات فنية وتقنية حول الإمكانات والمواصفات التي يزخر به المركز.
خام الفوسفات
استمع وزير الطاقة لشروحات جيولوجية حول تاريخ المنطقة، واحتياطاتها من الثروة المعدنية، تضمنت نبذة عن مواقع احتياطيات خام الفوسفات وتواجده في منطقة الحدود الشمالية، إذ تقدر الاحتياطيات بـ340 مليون طن. كما تم تقديم شرح مفصل عن طرق التعدين والحفاظ على البيئة في منطقة الخبراء - المنجم المخصص لاستخراج الخام - ومطابقتها للمعايير الدولية والمحلية.
وأطلع الحضور على جهود شركة معادن في مجال المسؤولية الاجتماعية، حيث تنفذ معادن العديد من المبادرات التي تسهم في تطوير المجتمع ومن أهمها تطوير مدرستين للتميز للمرحلة الثانوية في كل من مدينة عرعر ومحافظة طريف بالتعاون مع وزارة التعليم لتطوير مخرجات التعليم لتناسب التطور الصناعي بالمنطقة.
وتواصلت الزيارة التفقدية لتشمل مشروع محطة توليد الطاقة الكهربائية المركبة المتكاملة بالمدينة والتي تعكف على إنشائها الشركة السعودية للكهرباء بهدف إمداد المدينة بالطاقة الكهربائية، بقدرة إجمالية تصل إلى (1390) ميجاوات، منها 50 ميجاوات بالطاقة الشمسية.
كما زار الفالح المنطقة المخصصة لمشاريع أرامكو السعودية واطلعوا على تطور الأعمال في منطقة أعمال الشركة، حيث ستكون منطقة خدمات ومركزا لدعم قطاع الغاز غير التقليدي في منطقة الحدود الشمالية والذي يدعم متطلبات المدينة المستقبلية من الطاقة.
مستويات التكامل
عبر الفالح في ختام الزيارة عن سعادته بمستويات التكامل البنَّاء، والتنسيق النوعي بين منظومة الشركاء في المراحل الأولى من مشروع تطوير مدينة وعد الشمال، مؤكدا أن الوصول للأهداف الإنشائية للمشروع وفق الجدول الزمني الموضوع لم تكن لتتحقق دون المستويات العالية من التعاون والتكامل بين عدة جهات حكومية وخاصة تتمثل في وزارات الطاقة والصناعة والثروة المعدنية والنقل والمالية والبيئة والمياه والزراعة، وصندوق الاستثمارات العامة والمؤسسة العامة للموانئ والشركة السعودية للخطوط الحديدية والهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية «مدن» وشركة أرامكو السعودية والشركة السعودية للكهرباء، وشركة المياه الوطنية وشركة معادن وشركائها، إذ عملت جميعا وفق هدف مشترك.