هناك تطابق بالمفاهيم بين ما تعتقده إسرائيل وما تقوله الولايات المتحدة الأميركية، فالدولة الصهيونية تقوم على الاحتلال والاغتصاب ـ أقله من وجهة النظر العربية ـ تنقضه الولايات المتحدة ولا تعترف به، وهي باعتقادها أن للشعب اليهودي الحق فيما تسميه أرض الميعاد، وأن ما يدور الحديث عنه حاليا عن مفاوضات ومشروعات حلول هو تنازل من قبل إسرائيل، لحل "أزمة" ليس إلا!

كل الإدارات الأميركية المتعاقبة، جمهورية كانت أم ديموقراطية، تعتبر الكيان التلمودي، كيانا أزليا، اعتمادا على مزاعم توراتية، وكل ما يدور حول حق الشعب الفلسطيني في الأرض والمقدسات وإقامة الدولة المستقلة بعاصمتها القدس، هو سراب.

المتوكل طه، وكيل وزير الإعلام الفلسطيني نشر دراسة أكد فيها أن الحائط الغربي الذي يقع بجوار مجمع الحرم القدسي الشريف الذي يضم المسجد الأقصى وقبة الصخرة، ليس يهوديا.

مفهوم أن يستنفر المسؤولون الإسرائيليون آلاتهم الإعلامية للرد على الوزير الفلسطيني، ولكن ما ليس مفهوما أن تجند الإدارة الأميركية وزارة خارجيتها للرد على الدراسة المستندة إلى وقائع علمية لـ"تدين" الدراسة وترفضها "رفضا تاما بوصفها خاطئة من منظور الوقائع ولا تراعي أحاسيس الآخرين وتنطوي على استفزاز شديد." وتضيف "لقد آثرنا مرارا مع قادة السلطة الفلسطينية ضرورة الاستمرار في مكافحة كل أشكال السعي لنزع الشرعية عن إسرائيل بما في ذلك نفي الارتباط التاريخي لليهود بالأرض."

يبقى السؤال: عن أية مفاوضات تتحدث واشنطن؟