في وقت تبحث فيه الخزانة الأميركية فرض المزيد من العقوبات على النظام السوري، في إطار الرد الأميركي على الهجوم الكيماوي في خان شيخون مؤخرا، تصاعدت موجات الغضب والاستياء لدى الموالين للنظام في المناطق التي تقع تحت سيطرته، واتهموا روسيا بالخذلان وعدم الدفاع عن النظام في أصعب أوقاته، وذلك بعد أن أطلقت واشنطن عشرات الصواريخ ضد قاعدة الشعيرات بريف حمص الجمعة الماضية، رغم وجود مضادات جوية متقدمة كانت روسيا قد نشرتها في عدد من القواعد الجوية والبرية التابعة لها، وروّجت لها كثيرا. واتهموا موسكو بأنها باعت النظام، وأنها لا تهتم إلا بمصالحها في سورية، في وقت تحوم الشكوك حول تواطؤ موسكو مع واشنطن في الضربة، والتي قد يحتمل أنها جاءت لتحجيم إيران والميليشيات الموالية لها في سورية. وتساءل العديد من المراقبين والمحللين عن السبب في عدم اعتراض منظومة إس-400 للصواريخ الأميركية، رغم أنها من أحدث المنظومات الدفاعية في العالم، وقاعدة الشعيرات تقع ضمن نطاقها، لذلك كان من السهل عليها اعتراض الصواريخ، مشيرين إلى أن الأمر مدبر من قبل مع الروس، بدليل اعتراف الكرملين أنه كان على علم بموعد الضربة ومكانها، ولم تُخطِر القوات الروسية العاملة في سورية النظام بسحب مقاتليه ومعداته، واكتفت بتطمين المجتمع الدولي أن الضربة لم تصب أي عامل روسي في القواعد الجوية والبرية التابعة لها في البلاد.


تورط إيراني

تناقلت صفحات مؤيدة للنظام على وسائل التواصل الاجتماعي، خبرا مفاده أن الطائرات التي خرجت عن الخدمة في القاعدة بفعل الضربة وصلت إلى 15 مقاتلة، فضلا عن القتلى والجرحى من الجنود السوريين، بعكس ما تدم تداوله بتدمير ست مقاتلات حربية فقط، في وقت تعتبر فيه قاعدة الشعيرات منطلقا استراتيجيا لقوات النظام وميليشيات حزب الله لشن الهجمات ضد مناطق المعارضة القريبة، فضلا عن تزود الطائرات الروسية بالوقود منها. اتهم موقع «آمد نيوز» الإيراني، طهران بالتورط في الهجوم الكيماوي بإدلب. وأوضح الموقع الذي اشتُهر بتسريب معلومات حكومية، أن إيران لا تدين في العادة هجمات النظام المتكررة بالكيماوي، وتلتزم الصمت في معظم الحالات، إلا أنها سارعت هذه المرة إلى إدانة الهجوم، مما يشير إلى تورطها فيه، لاسيما أن المنطقة تعد مركزا لتجمع ميليشيات حزب الله والنظام، وأن المجزرة التي نفذت فيها بالأسلحة الكيماوية ما هي إلا محاولة من النظام لإنقاذ مواقع الميليشيات التي باتت عرضة لهجمات المعارضة المسلحة.


مصدر الإرهاب

أشار الموقع إلى أنه في الأسابيع الماضية، سقط نحو 21 عنصرا من الحرس الثوري ولواء «فاطميون» في حماة، مما دفع النظام إلى التحرك ومحاولة صد هجمات المعارضة بأي طريقة كانت، مشبها العملية بما حدث في ريف حلب الجنوبي العام الماضي، وكيف ساعد الطيران الحربي في مساعدة الإيرانيين بالتقدم نحو مناطق المعارضة، إضافة إلى عملية إدلب وحماة مؤخرا. ويأتي ذلك، في وقت ترى فيه واشنطن أن طهران أصبحت تمثل مصدر الإرهاب في الشرق الأوسط، عبر تكريس الطائفية، والتدخل في شؤون الدول الداخلية، فضلا عن تمويل الميليشيات في سورية، والعراق، ولبنان، واليمن.