بالنسبة إلى عالم يبدو محصنا ضد فظاعات الحرب السورية، تشكل الصور والأفلام عن الهجوم الكيماوي على بلدة خان شيخون جنوبي إدلب السورية الذي أودى بعشرات المدنيين، مستوى جديدا من الوحشية، حيث ظهر أفراد ازرقت وجوههم يلهثون للتنفس بعد أن تمددوا في الشارع، ونظرا إلى التعاون الوثيق بين الأسد وروسيا، من الصعب تصديق موسكو بأن لا دور عسكريا لها في هذه الغارة.

إن الهجمات بالغازات السامة أصبحت أمرا روتينيا في سورية، ولكن بعض الشهود الآخرين ذكروا أن العوارض والرقم المرتفع للضحايا هذه المرة، يدل على أن غازات الأعصاب ومواد سامة أخرى أكثر فتكا قد استخدمت على الأرجح.

مع أن الأسد لا يسيطر على سورية كلها، إلا أنه سيكون المستفيد من هذه الحرب لضرب خصومه، في الوقت الذي تستمر حربا أخرى تشنها الولايات المتحدة ودول أخرى ضد داعش، لكن ما يشير إليه توقيت هذا الهجوم هو وحشية الأسد ووحشية داعميه روسيا وإيران.

قد يفكر الأسد أنه قادر على التحرك من دون محاسبة، لكن في النهاية، صوتت روسيا التي تدخلت عسكريا عام 2015 لإنقاذه من الهزيمة، ضد مشروع قرار في مجلس الأمن كان يمكن أن يعاقب سورية لاستخدامها براميل متفجرة مليئة بغاز الكلور عامي 2014 و2015.

وصف ترمب الهجوم بأنه عمل يستحق الشجب، ولا يمكن تجاهله من المجتمع المتحضر، وذهب وزير الخارجية ريك تيلرسون إلى التنديد بالأسد، قائلا إنه تجب محاسبته، ومشيرا إلى أن روسيا وإيران أيضا تتحملان مسؤولية أخلاقية عن هذه الضحايا.

إن هذه التصريحات لا تكتسب قوة كبيرة، كونها تأتي بعد أسابيع من إبداء ترمب استياءه من الدور التقليدي لأميركا كمحفز لحقوق الإنسان وإشادته بزعماء مستبدين كالرئيس الروسي فلاديمير بوتين. كذلك، حمل ترمب أوباما مسؤولية الهجمات الجديدة، مشيرا إلى ضعفه في وضع خط أحمر عام 2012 ضد الهجمات الكيميائية وعدم التحرك للدفاع عنه. فهل نسي ترمب تغريداته في سبتمبر 2013 التي طالب فيها أوباما بعدم مهاجمة سورية.

يجب أن يكون الرد بدعم قرار قوي يتضمن عقوبات في مجلس الأمن، ونظرا إلى التعاون الوثيق بين الأسد وروسيا، من الصعب تصديق موسكو بأن لا دور عسكريا لها في الغارة. وأيا يكن الأمر، فإن إيران وروسيا متواطئتان في هذه الوحشية.


 


صحيفة نيويورك تايمز الأميركية