خطة التنمية لما بعد عام 2017 تدعو إلى توفير العمل اللائق للجميع، لذا فإن حل أزمة بطالة الشباب أمر أساسى، ولكن تعزيز النمو الاقتصادي والعمالة والعمل اللائق للجميع يتطلب حلولا مستهدفة.

الحل بالنسبة للبطالة هو بطبيعة الحال خلق فرص عمل جديدة، وعادة ما يكون معدل النمو الاقتصادي الصحي يتراوح بين 2 - 3% كافيا لخلق 150 ألف وظيفة، فعندما تكون البطالة بنسبة 6-7% فهذا يعني أن الاقتصاد ليس قويا بما فيه الكفاية لخلق فرص عمل جديدة.

الحل الأول أن تكون السياسة النقدية التوسعية قوية وسريعة وفعالة، وأن تسمح أسعار الفائدة المنخفضة للأسر بالاقتراض بتكلفة أقل لشراء ما يحتاجون إليه، وهذا يشمل عناصر باهظة الثمن مثل السيارات والمنازل والإلكترونيات الاستهلاكية، وهو يحفز الطلب الكافي لوضع الاقتصاد على المسار الصحيح، كما تسمح أسعار الفائدة المنخفضة للشركات باقتراض أقل، وهذا يعطيهم رأس مال لتوظيف عمال جدد لتلبية الطلب المتزايد.

الحل الثاني هو التكلفة، ويعتبر من الحلول الأكثر فاعلية، وهو الإنفاق على التعليم، فهذا يضيف إلى الاقتصاد 5 مليارات ريال سنويا، لأن الأشخاص ذوي التعليم الأفضل يحصلون على وظائف أعلى أجرا، وهذا يمكنهم من شراء المزيد من الاحتياجات مع ارتفاع الأجور التي يكسبونها. وفيما يلي استحقاقات البطالة، فكل 5 مليارات ريال ستنفق على إعانات البطالة ستخلق 20 ألف وظيفة، وهذا سيدفع بتجار التجزئة إلى توظيف المزيد من الناس لتلبية الطلب الإضافي، فبدون هذه الفوائد سينخفض الطلب، ثم يحتاج تجار التجزئة إلى تسريح العمالة، فتزداد معدلات البطالة.

الحل الثالث أن عدم وجود روح المبادرة، وعدم وجود تطابق المهارات الحياتية هو من أسباب بطالة الشباب، فالسبب هناك الملايين من الشباب خارج المدرسة وعلى استعداد للعمل، لكن الشركات تحتاج إلى مهارات، وفي نفس الوقت غير قادرة على العثور على المرشحين المناسبين لمناصبهم، فالشركات تحتاج إلى دور أكثر نشاطا لتعزيز التعليم وبناء المهارات المناسبة للشباب في سن مبكرة، وأيضا الشباب الذين حصلوا على درجات علمية متقدمة يجدون أنفسهم غير مؤهلين لوظائفهم، فهناك تكلفة اقتصادية، فالشباب لا يسمح لهم بالعمل إلا على كامل إمكانياتهم، وبسبب عدم الوصول إلى التكنولوجيا أو الإنترنت، فإذا لم تتمكن المدارس من تحمل الأدوات اللازمة لتعليم الشباب فإن هؤلاء في وضع غير مؤهل لسوق العمل، وأيضا يجب على الممثلين عن الموارد البشرية تقديم وإعطاء المشورة المهنية بشأن البحث عن وظيفة.. هناك أيضا شباب يريدون جعل أعمالهم الخاصة من خلال الأعمال التجارية، في كثير من الأحيان يجدون صعوبة في الوصول إلى قروض بأسعار معقولة أو القروض بشكل عام، وهذا يرجع جزئيا إلى عدم وجود ضمانات، وارتفاع أسعار الفائدة أيضا يجعل من الصعب على الشباب سداد قروضهم في الوقت المحدد.

إن تحقيق هذه الأهداف هو ضمان قدرة الجميع على تأمين العمل اللائق، يعني إنهاء أزمة بطالة الشباب، وإتاحة الفرصة لهم لتحقيق أقصى قدر من إمكانياتهم.