دخل طرفا الانقلاب والتمرد على الشرعية في اليمن، الحوثي والمخلوع صالح، خلال الأيام الماضية، في صراع جديد من أجل السيطرة على المؤسسات المالية. وأشارت مصادر إعلامية إلى قيام عناصر من ميليشيا الحوثي بحصار مبنى هيئة التأمينات والمعاشات بصنعاء، لمنع رئيسها الموالي للمخلوع من الدخول، وفرض آخر موال للجماعة، تمهيدا للاستيلاء على أموال الهيئة.




كشفت مصادر إعلامية عن بعض الوقائع التي تؤكد احتدام حدة الخلاف بين الانقلابيين بصنعاء وتزايده للفوز بالاستيلاء على المؤسسات والهيئات التي تتميز برصيد وإيرادات ضخمة، أملا في وضع اليد على تلك الأرصدة ونهبها من خلال تعيين مديرين يدينون بالولاء التام لأحد طرفي الانقلاب جماعة الحوثي المتمردة أو المخلوع علي عبدالله صالح.

وأشارت المصادر وشهود عيان إلى قيام 20 طاقما وعشرات المسلحين بالزي العسكري من ميليشيا الحوثي الأسبوع الماضي بحصار مبنى الهيئة العامة للتأمينات والمعاشات بالعاصمة صنعاء، والتمركز في مداخل مبنى الهيئة، ومنع رئيس الهيئة العامة للتأمينات والمعاشات الدكتور على الشعور التابع لحزب المؤتمر الشعبي الموالي لصالح، والذي تم تعيينه من قبل رئيس ما يسمى بحكومة الإنقاذ الوطني عبدالعزيز بن حبتور، فيما يحاول الحوثيون فرض عبدالسلام المحطوري بالقوة، وهو المعين من قبل طلال عقلان الذي يشغل وزير الخدمة المدنية في الحكومة غير المعترف بها دولياً.

وأفادت المصادر بأن الصراع بين الحوثيين والمؤتمر على هيئة التأمينات والمعاشات، هدفه أن كل طرف يريد أن يسرق أموال التأمينات والمعاشات.

زيادة السرقات

حسب المصادر فإن هذا الهجوم من الميليشيات الانقلابية بعد أن استولى الحوثيون على أكثر من 750 مليار ريال يمني من أرصدة الهيئة العامة للتأمينات والمعاشات في البنك المركزي عبر صرفها دون إذن الهيئة، حيث تسعى الميليشيات عبر وزير ماليتها صالح شعبان وقراره تكليف عبدالسلام المحطوري لتسريع الاستيلاء ونهب ما بقي من رصيد يقدر بحوالي 200 مليون دولار، وتسخيرها لصالح ما يسمى مجهودهم الحربي، أو نقلها لإخفائها في كهوف مران وصعدة في ظل صمت المؤتمر حليفهم في الانقلاب.

كما تقوم ميليشيا الحوثي حاليا بفرض مبالغ مالية من خلال إقامة نقاط تفتيش على مداخل المحافظات التي يسيطرون عليها على أصحاب الشاحنات المحملة بالمواد الإغاثية المرسلة من الأمم المتحدة بحجة أنها رسوم جمركية، وما هي إلا زيادة في السرقات من أموال الشعب بحجج واهية. وأكد مراقبون أن استيلاء الحوثي على الهيئة العامة للتأمينات والمعاشات عبر قرار تكليف عبدالسلام المحطوري ليس خطراً على مرتبات المتقاعدين وأرصدة وموارد الهيئة فقط، وإنما خطر على ما تم تحصيله خلال الخمسين عامًا الماضية التي من خلالها يتم صرف مرتبات أكثر من مليون مواطن يمني من مدنيين وعسكريين.


مظاهرات المتقاعدين

تظاهر الآلاف من المتقاعدين وموظفي الهيئة في المحافظات اليمنية على اقتحام الهيئة العامة للتأمينات والمعاشات ومحاولة الاستيلاء عليها بالقوة، وقام المتقاعدون بالتجمهر والهتافات محذرين من هذه الخطوة التي قامت بها ميليشيا الحوثي.

كما عبّر عدد من الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائهم البالغ لتعيين المحطوري كونه غير مؤهل للمنصب، مشيرين إلى أنه جاء نظرًا لإمكانياته في إلقاء الخطب والتنظير لميليشيا الانقلاب، ولم يعمل سابقًا في الهيئة ولا ينتمي بأي صلة إليها.

يذكر أن الحكومة الشرعية تتهم ميليشيات الحوثي بنهب أموال المؤسسة التي تتولى صرف مرتبات المتقاعدين في كافة المحافظات اليمنية.