قد تكون فعلا صوت الوطن. ولا أعني بذلك الوطن حدودا جغرافية أو مقامات أو مقالات. الوطن: قد تكون صوت الضعفاء وضمير الأمة وكلمة حق في زمن التثاؤب والتصفيق واللامبالاة.

* إما أن تكون صوت الأرض ونبض الناس. أو تتضاءل خلف تصريحات وصور وبيانات. الوطن: إما أن تتواجد لتبقى من أجل آلاف الكلمات والتأوهات والآمال وإما أن تصمت.

* الوطن: هو الأرض والناس وإشراقات الشمس وتلاطم أمواج الملح من الشط إلى الشط، وآن للوطن أن يكون له صوت قادم من هامة عسير.

* الوطن ليست خمسة حروف في ألوان باهية وأوراق وإخراج ومرابح وإعلانات. إنه الناس من تهامة حتى السراة، ومن نجد حتى الحجاز بكل مكنوناته من التعب والصبر والانتظار. وبلا أدنى حدود للخوف والحذر، وبكل مقاييس الحب والاحترام نبني حياة عصرية جديدة. نعم. عرفنا الممنوع والخطوط الحمراء. ووسائل السلطة والوسطاء وحراس الطرق والمصفقين. لكن هذه «الوطن الصحيفة»: إما أن تكون وطنا أو تصمت!! إما أن تكون وطنا للكبار والصغار معا أو تصمت. إما أن تكون وطنا لمن ضاعوا على الأرض أو تصمت. إما أن تكون وطنا للمسحوقين والمظلومين والرعاة وصغار الناس أو تصمت. إما تكون بوادر حركة ثقافية فنية تاريخية وسياسية تراثية أو تصمت. ليت ملايين المساهمين هي المقياس. لكن المقياس هو العطاء الذي يمزق التفاهات والترهلات. وإلا فإن هذا الوطن الكبير في حاجة إلى وسيلة وطنية صادقة.

* آن لنا في منبر جديد أن نعلن رغبتنا في تجاوز كل المحاذير الزائفة والحدود الوهمية، لنقول للوطن كلمته بأننا فعلا الوطن.

الدجاجة والتونة

* من أزمة الخليج ولليوم. وبيننا وبين الدجاج علاقة وطيدة من الحب والتعاون، فهي الوحيدة (أي الدجاجة) التي ارتفع سعرها بشكل معقول، وهي الوحيدة القادرة على إشباع بطون الضعفاء، وهي الوحيدة التي يمكن أن تفك (زنقتك)، خاصة عندما ينتهي الراتب يوم عشرة في الشهر.

* الدجاجة يا حبايب تتعامل معنا دون أن يكون لها وجهة نظر أو موقف أو ميول فكرية. كما أنها لا تكلفنا الكثير عند طبخها ولا تستهلك غاز.

* الدجاجة موقف. والله العظيم موقف. لا. ويمكن طبخها بأي طريقة وبأبسط الطرق. وأقترح أن يوضع نصب تذكاري للدجاجة وعلبة التونة في وسط كل حي فقير. تخليدا لهذا التعاون الدائم بينهما وبين الضعفاء.

* أما التونة فهي أيضا لها موقف مشرف مع الغلابة. ويبغالها جهد وتفكير افتحها واعصر عليها ليمون وحبة بصل وقرص عيش. وفكِّرْ!!

* اضربها أخماس في أسداس. قول رأيك ولا يسمعك أحد فيما يحدث في هذا العالم. اعتبر نفسك خطيبا يخاطب نفسه والجدران ومن لا يسمع.

ابني ابنتي

* الغُربة ليست أن تغادروا إلى مواقع حياة أخرى. أن تغادروا الوسائد التي تعودتها رؤوسكم ورقابكم. والأطباق التي تعودتم تذوقها من يدي الرائعة والدتكم. الغربة هي: حدود لا نهائية من النسيان وأنتم في ذاكرة الأسرة أولا والوطن ثانيا حتى ولو غفل عنكم الوطن يوما.

* صدقوني. هناك... أنتم شرفاء ومقاتلون من أجل الأيام القادمة. وهنا: نحن مقاتلون من أجل أيامكم هذه التي تعيشونها. وسواء اتزنت القوافي ومواقع الأقدام أو اختلت فالنتيجة المستهدفة أن تأتوا فوق الظروف والإرادات المهترئة.

* يا صوت القلب: مثلنا كثير تباعدت أقدامهم فاقتربت قلوبهم، وعلى الرغم من أنني أسمع كل أصواتكم. وحتى حالات الزكام التي في أنوفكم تصل إليّ. نائما مستيقظا.

* يا صوت القلب ونبضه. الغد قريب جدا، والمساحة بين التعب والأيام يلغيها الإصرار على الحياة، وصدقوني أن سيدة عظيمة مثل أمكم هي في طليعة إشراقات الخير.

* نحن جميعا في انتظار بشائر الخير التي تأخذ بأيدينا عند العجز إلى مرافئ الراحة والأمان. متفائلون إلى أقصى حدود الروعة. صابرون بإصرار على تجاوز الوقت. لأنكم النبض والنور والأمل...

أي سعودة؟

* المتخرجون من المعاهد المهنية بلا عمل في كل شوارع المملكة.

* الحاصلون على دبلوم التمريض بلا عمل في كل شوارع المملكة.

* الحاصلون على دبلوم الحاسب الآلي بلا عمل في كل شوارع المملكة.

* الحاصلون على دبلوم اللغة الإنجليزية بلا عمل في كل شوارع المملكة.

* وهذا هو الواقع الذي تعيشه كل أسرة (حسرة) البحث عن وظيفة لهذا الشاب أو هذه الفتاة. وفي المدارس الخاصة يتعاقدون معهم بعقد «المهانة» الذي لا يتجاوز راتبه 1500 ريال، فماذا يأكل وأين يسكن وماذا يلبس وكيف يعول أسرته وماذا يدخر لزواجه وماذا بشأن علاجه، وهل له حق في الترفيه أو النزهة أو السفر؟!

* أي سعودة والحاصلون على شهادة الطيران لا يجدون لهم وظيفة كطيار في الخطوط الأولى والأصل في بلادنا والحاصلون على دبلوم فني صيانة طائرات لا يجدون وظيفة وإن حدثت فبشق الأنفس؟

* أي سعودة والذين دفعوا مصاريف دراستهم في معاهد التمريض الخاصة يتسولون عند أعتاب المستشفيات بحثا عن عمل؟

* أي سعودة وحراج الصواريخ في جدة «وبن قاسم» في الرياض وغيرهما في عسير والدمام والباحة والقصيم يسيطر عليها أكثر من 80% من الأجانب؟

* فرص العمل الشريفة الواقعية العقلانية هي التي تتناسب ومقدرة شبابنا الفكرية وإمكانياتهم من الخبرة، ولكن كيف يحصل من تخرج حديثا على الخبرة إذا لم يعمل؟! ولماذا لا يسمح لهم بالتوظف تحت مسمى موظف تحت التدريب لمدة معينة ثم يتم ترسيمه؟!

إن لقمة العيش إذا استعصت تصبح كارثة. انتبهوا ورزقي على الله.

وش السالفة؟

1 - ندور واسطة لطفل في الصف الأول الابتدائي أو طفلة

ندور واسطة لطفل في الصف الأول المتوسط أو طفلة

ندور واسطة لشاب في الصف الأول الثانوي أو شابة

ندور لشاب في الجامعة أو شابة

2 - في الأخير. ندور وظيفة لولد أو بنت؟

* أما... أو..

1) إما .. أن الخطط الخمسية كلها ما تدري عن ما لنا أو إننا ما لنا علاقة بالخطط الخمسية.

2) إما أننا ما حناَّ محسوبين في الخطة أو أن الخطَّة ما هي لنا..

3) إما أن المسؤولين كذابين وما يقولوا لولاة الأمر عن الحقيقية. أو أن الحقيقة هي.. كلٍ في سوقه يبيع خروفه..

4) إما أننا محسوبين على هذا الوطن كإضافة أو أن كل صقر يأكل بمخلابه..

5) يا جماعة .. وين نروح! في سيريلانكا يعدونهم على أصابعهم وليس بالكمبيوتر ومع ذلك لكل طفل مقعد وفي بنغلاديش اللي (تحوسهم) الفيضانات كل شهر.. كل واحد يقول (أبغا حقي). وفي موزمبيق يا ويل الوزير اللي يكذب. وفي هندوراس هناك العديد من الجمعيات التي تطالب حتى بحق البقر في معاملة حسنة. ويجوز يجي يوم يقول فيه الوليد: ماني نازل لين تشوفوا لي حل.

أعزائي القارئ والقارئة

* الذين يرفضون ما أكتب (أحترمهم). والذين يقبلونه (أحترمهم). ومئات الرسائل تستنزفني وأنا (قيد) الفرصة المتاحة. لا أستطيع البوح بكل ألقابكم ومعاناتكم لأنني في وطن جدير بالاحترام ولن (أعريه) أمام قارئ يصطاد أخطاءه الصغيرة. العقل فقط هو الذي يحكم (مساحة) الحوار بين الهموم العامة والمعالجة.

* ولأنني عقل وقلب وقلم فإنني أحيانا أتجاوز بحسن نية مساحة البوح أو الطرح، على الرغم من أنني أحب وطني بلا حدود، لكنني ولما ذكرت (هناك فرق بين النقد وبين التعرية)، فالوطن هو صوتي وصورتي وصداي ولن أتجاوزه. وها أنا بكل القناعة أصافح الشرفاء وأشرح لهم حقيقة الظروف، وكثيرا ما نسيت همومي ونفسي وأطفالي أمام (نزف متعب) أو (ضائقة امرأة) أو (شكوى متظلم) وجميعهم يسكنون ما بين نبض قلبي وعيني الدامعة.

* وأحيانا... أجد المعادلة صعبة للغاية... وأنا أمام كومة الرسائل. هل كل هؤلاء شاكون؟! هل كلهم أو أغلبهم صادقون؟! ولماذا لا تفتح الصدور الصغيرة أبوابها للناس فلا نرى شاكيا (بمعروض) عند باب مسؤول كبير؟! لماذا لا نخلص في مواقعنا الصغيرة؟ فلا تتراكم هموم الناس ولا نجد الشاكي منهم عند باب مسؤول كبير؟

* هناك خلل نحن جزء منه. فلو أخلص كل في موقعه لما كان هناك مئات الناس بأوراقهم الملتوية والمفرودة عند أبواب الحاكم.

* صدقوني... بالإخلاص والإيمان والصدق لن تكون هناك شكوى أو معروض أو طلب أو شرح حالة أو تظلم. فقط لنخلص بدءا من الموظف الصغير وتتسامح لأننا بمخزون من الحقد ورصيد من الماضي لن يتحقق لنا شيء. لنبدأ وسترون. ورزقي على الله.

من مقالاته السابقة في «الوطن»

واحد من الناس

(1)

قال.. تبغا الصراحة

يا كثر حكيك وما عندك سالفة..

قلت.. صادق

بيدي ملف علاقي ورقمٍ عجيب

وأوراق بيضا. صفرا. خضراء

وعلوم تالفة..

وأمي العجوز اللي مخدتها تعب

حالفة..

يجمعها الشرشف وباقي دهن ورد

وسجادة ودموع خضرا جارفة

إتقول: هذا الولد من يوم ميلاده لليوم

كله تعب وإيده على الماعون

راجفة..

وآصيح.. يُمَّه.. تكفين

أبا انتخي بهذا التعب

صار الوجع عند الركب

أبا أصرخ الليلة بها الكون الفسيح

وأبا أطلب النجمة على قبري تطيح

تكفين لا توقدي جمر العنا

(2)

أبا اكتب الحرف المعلَّق والفصيح

جريحٍ.. جروحه

لا تطيب ولا تصيح

أنا أنا.. هذا أنا

واحد من الناس والناس أنا.