أسوأ شيء أن تلعب مباراة مصيرية، مباراة فوز أو خسارة، الوقت يمضي، الجمهور في الملعب يهتف باسمك.. ثم تتفاجأ بأحد لاعبيك، ينطلق بالكرة بشكل معاكس، تحبس أنفاسك، ماذا يريد أن يفعل، تُفجع بأنه يسدد الكرة تجاه مرماك، لتسكن الشباك!

ماذا تفعل في تلك اللحظة - في حال لم تفقد الوعي - مؤكد أن أي عقوبة، مهما كانت، لن توازي خيبة الأمل التي اعترتك!

شيء من ذلك حدث، حينما قام مدير الشؤون الصحية في منطقة تبوك، بإصدار خطاب أقل ما يوصف بأنه خطاب خيبة وخذلان، عنونه بـ«هام وسري».. ووجهه لعشرة من مديري مستشفيات منطقته، يطالبهم فيه - صدق أو لا تصدق - بالتفرقة بين المواطنين، وتصنيفهم إلى فئات، فـ«المسؤولون ومشايخ القبائل والأعيان ورجال الأعمال» يفترض الاهتمام بهم - حسب تعليماته بالنص - وتقديم «أفضل الخدمات الصحية» لهم، ولذويهم!

ليس هذا فحسب، «يا للخيبة»؛ بل من الضروري التنسيق، وإبلاغ مدير علاقاته، بأي شخص من تلك الفئة، لحظة مراجعته، أو تنويمه في المستشفى!

ولابد - وهذه ليست من عندي، بل من عنده هو - لابد من الجميع التمشي و«التقيد» بما ورد أعلاه!

أشعر بألم معالي وزير الصحة الدكتور «توفيق الربيعة»، ولن أتجاوز عليه.. فقد قرأت له فور انتشار «خطاب الخيبة» أنه يشدد على جميع مديريات الشؤون الصحية في ?المملكة بالتعامل مع المواطنين بـ«سواسية»، وعدم تخصيص غرف لأناس دون غيرهم، والتعامل مع كل مواطن بأقصى درجات الاهتمام، وتقديم أفضل الخدمات الصحية!

لكنني مع وافر محبتي واحترامي له، لو كنت مكانه، لأصدرت قرارا بشكل استثنائي بإعفاء هذا المسؤول فورا، وحرمانه من أي منصب مستقبلا، لأنه أتى بفعل مشين للغاية، يعرقل خطط وخطوات الوزارة، ويخالف وهذا المهم، المبادئ التي تنادي بها وتؤسس لها قيادة هذه البلاد؛ من المساواة بين الناس، وعدم تفضيل شخص على آخر، مهما كان.