تسلم اللبناني الدكتور رضوان السيد أمس جائزة الملك فيصل العالمية (فرع الدراسات الإسلامية) نظير جمعه في أعماله ودراساته بين الاطلاع المدقق الواسع على التراث العربي الإسلامي الفقهي والسياسي، والإحاطة بمنهجيات البحث الحديثة.
وقال السيد عقب تسلمه الجائزة «لا يدري أحد منا، نحن الدارسين، لماذا يسيطر على تفكيرنا وعملنا هذا التوجه أو ذاك، وهذا المنهج أو ذاك. لقد قال لي بعض الزملاء والأساتذة، عندما صدرت دراساتي الثلاثة الأولى في التفكير السياسي في الإسلام: إنني إنما أُتابع «الموضة» أو السائد في الاهتمام بالشأن السياسي على وجه الخصوص.
وأنا أعترف أنّ مسألة الدولة في اجتماعنا العربي الإسلامي شغلتني كثيراً منذ أواخر السبعينيات من القرن الماضي. لقد حدث الاهتمام إذن، وتلاه العملُ الواعي على مراحل. بيد أنّ المسألة التي حفرت عميقاً في وعيي كانت ما قاله لي أستاذان في مصر وفي ألمانيا. المصري الدكتور محمد البهي ما كان يريد لي أن أتابع دراستي في الإسلاميات بألمانيا لدى المستشرقين، والألماني سألني بسخريةٍ خفيفة: لماذا تأتي إلينا من الأزهر للحصول على شهادة التأهل في الإسلاميات، ولا نشعر نحن بالحاجة للذهاب إليكم من أجل دراسة كلاسيكيات الإسلام؟
وأضاف: وبالطبع، فإنّ سؤال المرجعية والعلمية والموضوعية، هو سؤال كبير وكبير جدا، وفي العلوم الاجتماعية والإنسانية والإسلامية خصوصاً، وتحتاج الإجابةُ عنه إلى أجيال كثيرة. وليس الهدف في هذا المجال الدحض أو الحلول محلَّ الآخرين؛ بل التحدي هو في بلوغ الندية والمشاركة الفاعلة والمؤثّرة: المشاركة في إنشاء وتطوير علم الإسلام، وهي مهمة جليلة تقوم بها مؤسسة الملك فيصل الخيرية التي صارت جوائزها شهادات تأهلٍ واستحقاق».
وأشار السيد إلى أنه تبين له من تركيب شبكة المفاهيم، التي قد تُصبحُ أنظمةً ونُظُماً إذا اشتغلت عناصرُها معاً ولو لفترةٍ أو حقبة؛ إلى أنّ الإسلام كان دائماً رأسَ المال الرمزي الذي يتداوله السياسيون والمتكلمون والفقهاء في مجال نظرية السلطة، وفي مجالات السياسة أو إدارة الشأن العام. ولا حرجَ في سياسات المعنى هذه، فهي سياسات شرعنة وشرعية. وإنما يحصل الاختلال عندما تتغول سياسات الإدارة أو سياسات المعنى الواحدة على الأخرى. وقد حدث ذلك مراراً في تاريخنا وهو يحدث اليوم.
وأشار إلى أنه لدينا اليوم ثلاثة تحديات: تحدي استنقاذ الدولة الوطنية، وتحدي الإصلاح الديني، وتحدي تصحيح العلاقة بالعالم.
التحديات الثلاثة
استنقاذ الدولة الوطنية
الإصلاح الديني
تصحيح العلاقة بالعالم