كان يؤمن بأن رزقه على الله، فرُزق بحب الناس والقبول، انطلق من عروس المصايف إلى عروس البحر، فانتقل من حضن عروس إلى حضن عروس، لتتشكل شخصيته الساخرة، المسكونة بحب الأرض وناسها، ليمضي مراحله عمره بين اليراع ومداده يكتب للعابرين همومهم ويتقافز من أجلهم بين حدي مقص الرقيب هربا من ضربة من هنا أو لطشة من هناك، حتى أسقطه مرض لم يمهله طويلا، فأسلم الروح لبارئها.

ثامر الميمان ابن الطائف الذي أخذ من غيمة الطائف صفاء النفس ومن وردها حلاوة الروح وخفة الظل من نسماتها، انطلق إلى جدة ليبحث عن كرسي له في بلاط صاحبة الجلالة، ليستقر به المقام في شارع الصحافة في مبنى صحيفة المدينة التي عمل فيها لثلاثة عقود، حيث بدأ محررا ثم تدرج في المناصب حتى وصل إلى منصب مدير التحرير للقسم السياسي في الصحيفة ذاتها، يقول عنه الإعلامي عبدالله عبدالرزاق العمري: ثامر كان همه المواطن وقضايا الناس، واحتياجاتهم أيضا كانت شغله الشاغل، فقد كان يكتب بدمه وكان يتألم عندما لا يجد المواطن سريرا له في المستشفى، أو لا تقضى له حاجة في جهاز إداري، وكان يشعر بحرقة عندما لا يجد شاب وظيفة له، تغنى أبو بدر بالوطن، وقال فيه أجمل القصائد، وكتب سياسيا فكان خير من يكتب عن البلد منافحا، وخير من يشخص أحوال الأمة سياسيا.

ويضيف العمري «ثامر كان بارا بأمه ومتحاملا على آلامه من أجلها، فكان يتحمل ويلات المرض من أجل أن يصعد من جدة للطائف للاطمئنان عليها قبل أن يوافيها الأجل قبل أشهر قليلة ويلحق بها الابن البار إلى أرحم الراحمين».

بعد مرحلة العمل الصحفي المتفرغ تنقل ثامر الميمان للعمل في الخطوط الجوية العربية السعودية للعمل في قسم العلاقات العامة، ولم ينس أن مهنته في الحياة الكتابة، شعرا ونثرا، فاستمر في التغني بحب الوطن في قصائده، والكتابة له وعنه بكل مكوناته في عموده الشهير «رزقي على الله»، والذي كتب به في أكثر من صحيفة.

ثامر الذي انتقل إلى رحمة الله أمس شيعته جموع من أقاربه وأصدقائه وزملائه أمس في مكة المكرمة، بعد أن تمت الصلاة عليه في الحرم المكي، ودفن في مقابر المعلاة بمكة المكرمة، ويتلقى أهله العزاء في منزله بأبحر في جدة.


ثامر بن محمد عبدالله الميمان


ولد في مدينة الطائف عام 1370/ 1951





حصل على بكالوريوس العلوم السياسية من جامعة القاهرة عام 1978


عمل مديرا لتحرير صحيفة (المدينة) لمدة أربع سنوات

عمل مديرا لشركة تهامة للإعلان والعلاقات العامة والتسويق بالمنطقة الشرقية لمدة عامين

عمل مديرا للتنسيق الإعلامي بالعلاقات العامة بالخطوط الجوية السعودية بجدة


شغل وظيفة باحث في مكتب سمو وزير الداخلية للدراسات والبحوث بجدة لمدة أربع سنوات