في وقت بدأت فيه رئيس الوزراء البريطانية تيريزا ماي جولة في الأردن ثم السعودية لبحث مواضيع الأمن ومكافحة الإرهاب وسبل حل الأزمة السورية، أكدت صحيفة «جارديان» البريطانية، أن الزيارة ستكون بمثابة البحث عن شركاء أوثق في الشرق الأوسط، خاصة بعد خروج بلادها من الاتحاد الأوروبي.

وأوضح التقرير أن الكلمات التي باتت تتردد على لسان المستشارين لماي هي «بريطانيا العالمية»، والتي يقصد منها تعزيز شراكات جديدة بعد الانفتاق والخروج من صندوق الاتحاد، والذي سيمكن من تعويض عضوية أضخم سوق موحد في العالم بترتيبات جديدة.

وأشار التقرير إلى أن زيارة ماي إلى الأردن والسعودية تعطي دلائل حول الدول التي ستكون من ضمن رؤية بريطانيا المستقبلية، والتي تتضمن زيادة التبادل التجاري مع أضخم 10 شركاء من خارج الاتحاد الأوروبي بنسبة 37 %، في وقت أكد فيه مكتب ماي، أن السعودية ستكون أضخم شريك اقتصادي لبريطانيا في الشرق الأوسط، بعد أن وصلت قيمة صادرات بضائع بريطانيا إلى المملكة إلى 4.67 مليارات جنيه إسترليني والخدمات إلى 1.9 مليار جنيه إسترليني عام 2015.

وأبان التقرير أنه رغم العوائق التجارية التي يمكن أن تنتج عن اتفاقيات التجارة الحرة وقد يستغرق تذليلها بين 10 و15 عاما، إلا أنه ينبغي على حكومة ماي العمل من أجل القضاء على العوائق، وتسهيل عمل السفارات حول العالم، بما فيها إنشاء قسم جديد يعنى بالتجارة العالمية، مبينا أن هذه الإجراءات قد تكون على حساب تقليص بعض الأعمال الأخرى، لكنها ستكون مفيدة.



شعور الانفصال

من جانبها، أشارت مجلة «تايم» الأميركية، إلى أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كان بمثابة توبيخ تاريخي لمؤيدي هذا الاتحاد، مشيرة إلى أن الشكوك أصبحت تحوم حول قوة ومتانة هذا الاتحاد بعد خروج بريطانيا منه.

وتطرقت المجلة إلى أن العصر الحديث اختلف عن سابقه بوجود العولمة وانتشار الهيئات العالمية المتحدة، مثل الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية، والتي أنشئت جميعها من أجل بسط الأمن في العالم، مشيرة إلى أن الاتحاد كان عبارة عن منظمة تم تأسيسها بعد خراب الحروب العالمية، ولضمان عدم اندلاع حروب جديدة.

وأوضحت المجلة أن الحكومات الأوروبية أصبحت منفصلة أكثر عن الشعوب، بعد أن قامت المجتمعات المحلية بتسليم الحكم إلى مجموعة من البيروقراطيين البعيدين، الأمر الذي أعطى شعورا بأن الأحزاب الأوروبية أعطيت لأناس غرباء.



استقلالية البريطانيين

وتطرقت المجلة إلى أن شعور الانفصال لم يقتصر على الاتحاد الأوروبي، بل امتد إلى دول العالم، حيث استنكر الرئيس الأميركي دونالد ترمب اتفاقيات بلاده العالمية السياسة والاقتصادية وحتى المناخية، وعزم على التقليل منها ما أمكن.

وخلصت الصحيفة إلى أن الانفرادية العدوانية ستكون البديل عن اللجوء إلى المؤسسات التعددية العالمية لحل مشاكل الشعوب، مشيرة إلى أن الدول يجب أن تعتمد على نفسها، وأن ضعف مشاركة بريطانيا السياسية في الاتحاد أسهم في إعطاء مؤشرات حول مقدرة البريطانيين في الاعتماد على أنفسهم، وهو الأمر الذي ساعد في تجديد روح الديمقراطية داخل الدولة.


أهداف جولة  ماي


تعزيز الشراكة الإستراتيجية





زيادة التبادل التجاري


بحث تقديم الدعم للاجئين السوريين


تأكيد الدول المستقبلية لرؤية بريطانيا العالمية


مكافحة إرهاب التنظيمات المتطرفة