فيما أعربت موسكو عن استيائها من رفض واشنطن المشاركة في مؤتمر حول أفغانستان تنظمه روسيا في منتصف أبريل الجاري، قال رئيس قسم آسيا الثاني في وزارة الخارجية الروسية زاميركابولوف إن الذرائع التي قدمتها واشنطن لعدم مشاركتها في المؤتمر «مصطنعة ولا أساس لها».
وأكد زاميركابولوف أن المؤتمر سيعقد، في أي حال من الأحوال، سواء شاركت واشنطن فيه أم لا، مشيرا إلى أن الحكومة الأفغانية ستكون شريكا رئيسيا لروسيا في اللقاء المرتقب، مضيفا أن الهدف من هذه الجهود هو تهيئة الظروف الملائمة لجلوس الحكومة الأفغانية، مستقبلا، إلى طاولة الحوار مع معارضيها للوصول إلى اتفاق حول حل سلمي للنزاع.
جاءت هذه التصريحات الحادة بعدما أفادت واشنطن بأنها لن تشارك في المؤتمر الروسي حول أفغانستان، لأنها لا تملك رؤية واضحة للأهداف التي تسعى موسكو إلى تحقيقها بتنظيم مثل هذا اللقاء.
المسؤولية الأميركية
في حملة واسعة شنتها روسيا ضد الولايات المتحدة في نهاية 2016، ألقت موسكو بالمسؤولية عن تدهور الأوضاع في أفغانستان على كاهل واشنطن، مشيرة إلى أن الأخيرة ليست القوة الوحيدة هناك. وأعلن الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون أفغانستان، مدير القسم الآسيوي الثاني في وزارة الخارجية الروسية زاميركابولوف، أن موسكو تحمل واشنطن مسؤولية تدهور الأوضاع الذي تشهده أفغانستان في الوقت الراهن. وقال «لقد قلصوا تواجدهم، ولم يحلوا عمليا أيا من المهام في أفغانستان، وخلقوا مشاكل جديدة في هذا البلد». كما صرَّح المسؤول الروسي بأن واشنطن أقرت أخيرا بوجود تنظيم «داعش» في أفغانستان، مشيرا إلى أن موسكو تريد أن يتحول هذا النهج الجاد إلى عمل حقيقي. وقال «نود أن يتحول هذا النهج الجدي إلى أعمال عسكرية جادة، من أجل قمع هذا الخطر، لاسيما وأن الأميركيين لهم قوات في أفغانستان».
وأكد كابولوف أنه إلى جانب الولايات المتحدة، فإن هناك أيضا باكستان وإيران، مبينا أن هذه هي الدول الثلاث يتوقف عليها، بدء السلام والهدوء في أفغانستان، موضحا أن الولايات المتحدة لاعب مهم على الصعيد الأفغاني، لكنها غير وحيدة.
دعم طالبان
انتقدت موسكو تصريحات عسكرية أميركية وأطلسية بأن روسيا تدعم حركة طالبان أفغانستان. ونفى مسؤولون روس أي تعاون مع هذه الحركة، مبينا أن هذه الاتهامات كاذبة وتهدف إلى تبرير فشل سياسة واشنطن في أفغانستان.
وكان قائد قوات حلف الناتو في أوروبا، الجنرال كيرتيس سكاباروتي، اتهم روسيا ضمنيا، خلال جلسة استماع في الكونجرس، بأنها تقدم دعما لحركة طالبان المتشددة.
ورفضت وزارة الدفاع الروسية تصريحات سكاباروتي حول علاقة موسكو بحركة طالبان، وأعلنت على لسان المتحدث باسم الوزارة الجنرال إيجور كوناشينكوف، أن هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة، فيما أكدت دوائر روسية، أن تنظيم «داعش» يواصل تعزيز قدراته العسكرية في أفغانستان، محذرا من أنه قد يتحول إلى قوة أخطر في العام المقبل، في حال لم يتم العمل على قمعه، لافتا إلى استعداد حركة طالبان للتفاوض السياسي.
أسباب غضب روسيا
اتهامها بدعم حركة طالبان
تراجع دور واشنطن بأفغانستان
ظهور تنظيم داعش
تغييب فرص الحوار