سأبدأ بالأسئلة كي أنتهي بسؤال:
أيّها الشغوف بالإبداع..
-هل سبق لك أن شاهدتَ فيلماً سينمائيّاً عربيّاً ليس له زمانٌ أو مكان؟
-هل سبقَ لك أنْ شاهدتَ فيلماً سينمائيّاً عربيّاً ـ غير تاريخي – باللغة الفصحى؟
-هل سبقَ لك أنْ شاهدتَ فيلماً سينمائيّاً عربيّاً شاركَ فيه ممثّلون من المحيط إلى الخليج؟
-هل سبقَ لك أنْ شاهدتَ فيلماً سينمائيّاً عربيّاً تتعدّد فيه الاحتمالاتُ منذ انطلاقة الأحداث، حتّى العقدة، حتّى الانفراج؟
-وهل تعلم أنّ فيلماً سينمائيّاً سعوديّاً روائيّاً طويلا شارك في ثمانية مهرجانات سينمائيّة دوليّة؟
-هل تتمنّى أن تشاهد فيلماً سينمائيّاً سعوديّاً يعرضُ الواقع العربيَّ المأزوم بطريقةٍ رمزيّة تشحذ الذهن، وتفتح أبواب الأسئلة؟
-هل تريد أن تشعر بأنّنا قادرون على تطويع الحداثة السينمائيّة الأميركيّة لقضايانا العربيّة العامّة؟
-هل تعلم بأنّ فيلماً سينمائيّاً سعوديّاً قد أعطى الآخرين صورة ممتازة عن السعوديّة بوصفها بلداً منفتحاً يمتلك فكرا وثقافة متجاوزة؟
ذلكم وأكثر، هو فيلم "ظلال الصّمت" لرائد السينما السعوديّة عبدالله المحيسن..
كنتُ من السعوديين القلائل الذين سنحت لهم فرصةُ مشاهدة هذا الفيلم من خلال عرضٍ خاص لدى عبدالله المحيسن نفسِه؛ شاهدته وحيداً، في قاعةٍ مظلمة، وتمنّيتُ أنّ حولي المئات.. بل تخيّلتهم حولي..
نعم، شاهدتُه وحيداً وأنا أحلمُ بمشاهدته في: "مهرجان الجنادريّة"، أو "سوق عكاظ"، أو على مسرح المفتاحة، أو في أي مكانٍ جماهيريٍّ في وطني..
شاهدتُه وحيدا، وأنا أحلم بتوزيعه عبر شركة متخصصة على: دور السينما، أو القنوات الفضائيّة، أو من خلال أشرطة الفيديو والـ "دي في دي".
أيُعقلُ ألا يتمّ عرضُ عملٍ ضخم كـ "ظلال الصمت" ـ محلّياً ـ إلا على مجموعةٍ من طلاب قسم الإعلام بجامعة الملك سعود؟ أو على الأفراد في مكتب المحيسن؟ بينما عرضتْه مؤسّسةُ الفكر العربي في مؤتمرها السّادس بالبحرين، وعُرضَ في الكثير من المهرجانات الدوليّة..
سؤال الختام:
ما المانع؟