فاز المنتخب وفرح الوطن، غير أن (إعلام الفرد) أبى إلا أن يكون له حساباته الخاصة، فتنافست أصواته على إبراز هذا وتغييب ذاك، كلٌّ يغني على بطله، ليس بين لاعبي المنتخب وحسب، وإنما بين المسؤولين.

هذا اتجاه جديد في الإعلام الرياضي السعودي يعزز ما سبق أنْ قلته وغيري عن تحوله من إعلام أندية إلى إعلام أشخاص، إعلاميون نسبوا الفوز للرئيس العام لهيئة الرياضة، وآخرون لرئيس اتحاد الكرة الحالي، ورد عليهم آخرون بتذكر أحمد عيد، وجاء رفض عادل عزت التصريح لبرنامج خليجي إنحاز ضده أثناء الانتخابات فرصة لا تعوض للبحث عن الاستضافة أو الشكر عليها من قبل بعض السعوديين!، بل إن (مارفيك) لم يسلم هو الآخر من تجاذب إعلام الفرد حول فضل من تعاقد معه.

تجاذب بلغ حد الفنتازيا برأي قديم لإعلامي لم يترك مسلبة لم يقلها عن المدرب وأحمد عيد الذي تعاقد معه مقارنة برأيه الحالي الذي جعل مارفيك مكرمة تفضّل بها الرئيس العام على الكرة السعودية، هذا وأمثاله ممن يرتدون (عمامة الواعظين) فيلقون على مسامعنا خطب الوطنية وعدم التعصب أشد خطرا من المتعصبين الذين يرتدون معطف المحاماة لناديهم ومعطف الادعاء العام ضد منافسيه، هذا وأمثاله يبحثون عن المنافع والمناصب والعلاقات من خلال التطبيل الشخصي الذي لا يكتمل دون المساس بمن نصبوه عدوا أو متربصا بين (القديم والجديد) و(السلف والخلف)، ففرقوا بين الشخصيات الرياضية، وقسموا النادي الواحد ريثما وصلوا للمنتخب الوطني، فنسبوا فوزه لشخص وخسارته لآخر وفقا لحساباتهم الشخصية مع هذا وضد ذاك، مائدتهم المفضلة التصنيف، فهذا حاقد جاحد، وهذا متربص متآمر، وهم وحدهم الصالحون المصلحون.

المباركة بفوز المنتخب للوطن، وإن كان لا بد من مباركتهم لشخص فما الذي يمنعهم من الجمع فيها بين عيد وعزت وكيال والبطي؟