أكد عدد من الفنانين اليمنيين تلقيهم تهديدات بالسجن، في حال لم يغنوا ضد عاصفة الحزم ويؤيدوا الحوثي وصالح.
وقال الفنان اليمني محمد الأضرعي في حديث لـ «الوطن»: أنا مهدد بالقتل من قبل الحوثي والمخلوع صالح كوني وقفت ضدهم منذ وقت مبكر وكنت من رواد ثورة 2011، مضيفا «طلب مني الحوثيون أن أغني ضد عاصفة الحزم وهددوني بالسجن إن لم أفعل، وها أنا ذا خارج وطني اليمن بعد أن وجدت الهجرة ضرورية ومحتمة علي، فأنا لا أستطيع العيش بين خفافيش الظلام صامتا ميتا بلا قيمة أو هدف».
وأكد الأضرعي أن الانقلابييين يريدون فناً «يقدس السيد ويكفر من يرفضه»، وهذا ـ حسب رأيه ـ يتنافى مع القيم والأخلاق ويشجع على القتل وسفك الدماء ومحاربة كل من يقوم بتوعية المجتمع أو ينتقد الفساد. وأضاف «أنا ومن مثلي من فناني اليمن أصحاب قضية تصب في صالح نماء الوطن وكشف واقع الحوثي البائس، وأملنا كبير في أن نعود إلى بلدنا اليمن ونساهم في رفع وعي الناس وصناعة حياة جديدة».
تكميم الأفواه
يرى الممثل اليمني محمد طالب أن سياسة الحوثي وعفاش تقضي بمصادرة حرية الرأي وإقفال جميع القنوات التي لا تطبل لجرائمهم في اليمن، مؤكدأ أن سياستهم هي تكميم الأفواه من خلال قانون الطوارئ الذي أعلنه الحوثي مؤخرا والذي يقضي بسجن كل من يبدي رأيا معارضا، مضيفا أن الفنان اليمني بطبيعته حر، وقد تم تهجير جميع الفنانين الأحرار ممن ليسوا من سلالة مؤيدة للحوثي أو محايدة، وقال طالب «لم يعد لنا مكان في بلدنا اليمن، و لو لم تقم عاصفة الحزم،عاصفة إنقاذ اليمن، لكان الوضع أسوأ بكثير ولكان الناس يسحلون الآن».
وأضاف: لقد كانت لنا قنوات أنتجنا من خلالها أعمالا هادفة كمسلسل «همي همك» الذي وصل الجزء الثامن، وهو الآن في قفص الاتهام بتهمة الإساءة للزي العسكري، مؤكدا أن من أساء له هم الحوثيون أنفسهم عندما دفعوا بالأطفال لتفتيش أعلى الرتب العسكرية في الجيش اليمني. وقال «نحن في بلدنا الثاني المملكة العربية السعودية معززون مكرمون، ولكن إبعادنا عن وطننا وأهلنا في اليمن سبب لنا أزمة نفسية وعدم استقرار وأعاق إبداعنا في مجال الفن».
معركة فكرية
يعلق الفنان علي الحجوري على الأمر قائلا: لقد عانى كل اليمنيين بلا استثناء من همجية عصابة الحوثي القادمة من كهوف «مرّان» وكان الفنان أكثرهم معاناة بالذات ذلك الذي آمن بأن الفن رسالة وأنه ضمير الشعب، أما من سلك طريق الحياد والصمت فخيانته عظمى لدينه ووطنه، مشيرا إلى أن الأحرار من الفنانين اليمنيين تم اعتقالهم وإيداعهم السجون، والبعض منهم حاول الخروج، وفور خروجهم سخروا فنهم على اختلاف مناشطه وبجهود ذاتية لشكر المملكة على جهودها لإنقاذ اليمن من طغيان هذه الميليشيات المتمردة. وأضاف الحجوري «إن معركتنا مع الحوثيين لها جانب فكري خطير لا ينتهي بطلقة رصاص بل لا بد فيه من رفع مستوى الوعي»، وشدد على أن الفن هو خير من يشكل هذا الوعي، لافتا إلى أن هناك مجموعة من الأعمال الحالية المميزة التي تصور واقع اليمن والأحداث القائمة، ونتمنى من المهتمين بالفن والإعلام تبني هذه الأعمال، وقال «الفن جبهة لا يستهين العدو بأثرها».
تدمير الثقافة اليمنية
يقول المنتج اليمني والباحث في شؤون الفن عدنان الورافي إن المدرسة الفنية التي تعنى بالتعبير عن حياة الناس الاجتماعية والسياسية من أبلغ الوسائل التي تحارب الظلم والإقصاء، ولاشك أن فناني اليمن قدموا خلال ثورة 11 فبراير التي خرج فيها الشعب اليمني لمواجهة المخلوع صالح، العديد من الأعمال التي هزت أركان المخلوع وأقضت مضجعه. وأضاف «للأسف لم يكتب لهذا الفن البقاء، فقد عمد المخلوع والحوثي إلى إغلاق القنوات وملاحقة الفنانين والتضييق عليهم في العيش ومنعهم من الغناء والإنشاد والتمثيل، محاربين بذلك الحب والحرية والجمال والفرح والسلام، محلين بدلا منها الإرهاب والكراهية والتحريض والسب والشتم، مسوقين لمعتقداتهم الدينية المشبوهة والغريبة، ولجهلهم المقيت، موجهين أذهان القبائل للإذعان والتقديس لهم والموت من أجلهم»، ولفت الورافي إلى أنه بسبب هذه الإبادة هاجر الأدباء والفنانون والمثقفون للدول المجاورة كالمملكة وباقي دول الخليج ومصر وتركيا وغيرها من الدول التي احتضنت إبداعهم.