لغة الأرقام مبرر قوي لنقاش أي موضوع.. خذ هذا الرقم ولا تستغرب: 600 ألف سعودي ذهبوا إلى الأردن بحثا عن العلاج خلال عام 2015!

السفارة السعودية هناك تقول إن السعوديين الذين دخلوا الأردن خلال العام نفسه، قرابة المليون ونصف المليون مواطن سعودي، منهم قرابة الـ(40%) بهدف العلاج!

في تاريخ 27/ 7 /2011 كتبت مقالا بعنوان «المواطن الثامن»، تمنيت من وزير الصحة حينها، أن يقضي إحدى إجازاته في العاصمة الأردنية عمان.. كنت أريد منه أن يتجول وسط العيادات والمستشفيات الأردنية بصفته مواطنا سعوديا سائحا، وليس مسؤولا حكوميا.. كنت أريد منه أن يجلس مع السعوديين هناك، ويسألهم ويحاورهم ويتقصى أسباب مجيئهم إلى هنا، ولماذا العلاج في الأردن تحديدا؟ لماذا لا يتعالجون في الرياض أو جدة؟

لماذا يتكبدون عناء السفر ويقطعون المسافات ويقفون في طوابير الجوازات والجمارك؟ ما الشيء الذي يبحثون عنه؟

حسنا؛ ما الأسباب التي تدفعني للحديث مرة أخرى عن هذا الموضوع الحيوي؟.

السبب الأول، أنه وبعد مضي كل هذه السنوات تكشف السفارة السعودية أن المشكلة متنامية.. لكنها - وهذا الجميل الذي تشكر عليه - بصدد إصدار كتيب إرشادي يحتوي على المعلومات المهمة للقادمين للأردن، من ضمنها - كما قرأت في خبر صحفي - المنشآت الطبية المعتمدة من قبل وزارة الصحة الأردنية، وسيتم - وهذه خطوة رائعة - توزيعه على المنافذ الحدودية، وسيكون متاحا على موقع السفارة، ليسهل على السعوديين اختيار الجهة الطبية التي يريدونها!

السبب الآخر وأضعه على طاولة معالي وزيرنا المحبوب الدكتور «توفيق الربيعة»، هو الأسعار المبالغ فيها للخدمات الصحية التي يقدمها القطاع الخاص في بلادنا نحن..

غني عن الذكر هنا أن أبرز الأسباب الثمانية التي تدفع الناس للعلاج في الأردن هو تكلفة العلاج الزهيدة..

بون شاسع يا صاحب المعالي بين أسعار الخدمة الصحية التي يقدمها «القطاع الخاص» هناك، ونظيره في بلادنا..

ولا أعرف السر.. لقد أصبحت المسألة وسيلة تكسب، وإثراء عجيبة!