أكد الناقد والأديب اليمني أستاذ قسم اللغة العربية بجامعة نجران الدكتور أحمد النشمي، أن المناخ الشرعي والديموقراطي الذي فرضته عاصفة الحزم في العامين الماضيين على اليمن، أدى إلى ظهور أصوات فكرية وابداعية متنوعة أنهت معاناة المثقفين 37 عاما في فترة حكم المخلوع صالح، وأرست مكتسب حرية التعبير في المشهد الثقافي. جاء ذلك في محاضرة نظمها نادي المدينة المنورة الأدبي أول من أمس، بعنوان «عاصفة الحزم وأثرها في المشهد الثقافي»، وأدارها الشاعر معبر النهاري.


حصن مقاومة


قال النشمي إن الثقافة أصبحت بحكم ظروف عديدة حصن المقاومة الأخير في اليمن، على الرغم من حالات التضييق التي فرضتها الميليشيات التي أصبحت تنشر الثقافة الإيرانية والثورة الخمينية في مدارس اليمن، مسخره من أجل ذلك جميع أنوع الفنون حتى في حصص الرسم في مدارس الأطفال. مستعرضا عددا من الأعمال الأدبية التي تصدت للعمل الانقلابي في اليمن، من بينها نصوص أدبية توثق المرحلة السياسية التي تشهدها اليمن بالتزامن مع عاصمة الحزم، من خلال الشعر والرواية وغيرهما، ذاكرا عددا من الشعراء والأدباء الذين شاركوا بإبداعهم في عاصفة الحزم، مسترجعا سيرة الأديب اليمني الراحل عبدالله البردوني الذي حذر قبل 30 عاما من سياسة المخلوع صالح الثقافية، وأثرها السلبي على الحياة الثقافية في اليمن.





فضح الاستبداد


اعتبر النشمي أن أسباب تراجع عطاء الأديب اليمني هو المخلوع صالح وسياساته الانتهازية، والذي كان عبئا على الحركة الثقافية وتراجعها منذ ما يقارب النصف قرن، لغياب سياسة ثقافية واضحة للبلاد في كل المجالات، حيث طغت ممارسات جديدة تقوم على شكل عصابات أو لوبيات تحارب الأعمال الثقافية الحاملة لمضامين هادفة، وتروج أفكارا دخيلة تحمل صبغة أجنبية، مما دعا المثقف اليمني للتدخل بمنتوجه الثقافي لإسقاط وفضح الاستبداد.  إذ لم يستطع المخلوع وحلفاؤه الحوثيون أن يطيحوا بالمثقف اليمني، أو يمنعوه من مباركة مشروع التحالف العربي ضد التدخل الفارسي، وكان له أثر عظيم في اندلاع المشهد الثقافي المناهض للانقلاب الذي أثرى الساحة الأدبية. مضيفا أن الصوت الثقافي المناهض للانقلاب يمثل لسان حال أكثر مثقفي اليمن، وأن وهذا الصوت متزايد، مؤكدا أن عاصفة الحزم جاءت لتحافظ على الضروريات الخمس للمواطن اليمني والعربي المتمثلة في الدين والنفس والعقل والعرض والمال.