الأول: لامرأة الأحساء التي وضعت مولودها أمام الجميع، وقبل ذلك أمام موظفي الاستقبال في مركز صحي خاص رفض أن يدخلها إلا بعد أن يستوفي كامل فاتورة الحساب. ماذا سنقول للطفل الوليد عندما يكبر ثم ماذا سنقول لضمائرنا الميتة المريضة أمام ـ امرأة ـ تضطر لكشف عورتها من أجل الولادة وأمام المراجعين في بهو استقبال ثم نوغل في الجشع حد الوصف ـ البهائمي ـ لأن نطلب لها سيارة الإسعاف لنقلها بعد الولادة لأقرب مستشفى حكومي؟. ما هي الجهة التي ستحاسب هذه الغلظة الإنسانية الموحشة سيما وأن ـ صاحبها ـ الجبان يقول بالحرف الواحد: إنها المرة الأولى التي تأتي إليه مريضة لا تستطيع سداد الفاتورة.

الثاني: لسجناء القات الخارجين من سجن جازان وهم يتصدرون بصورهم بعض عناوين الصفحة الأولى لبعض الصحف. فمع شجبي لهذا الجنح الاجتماعي في هذا الإدمان، إلا أنني أسأل ذات الصحف: لماذا لا تقف بذات الكاميرا أمام بقية السجون في بقية المناطق لتصور مناظر التائبين عن شرب الخمور وظمأ ـ العرق ـ بذات الوقفة المثيرة أمام طوابير القات؟ لماذا لا تذهب ذات الصحف لتصوير ذات المناظر أمام الجنح الاجتماعي بعد العفو عن شاربي المسكرات أم إن المسألة مجرد مفاضلة زرقاء ترى في بعض الجنح والجريمة عادة للبرجواز والأرستقراط؟

الثالث: لسعادة رجل الأعمال ذائع الصيت الذي يدعو رجال الأعمال السعوديين للسفر إلى إثيوبيا بطائرته الخاصة من أجل رحلة ترويج للاستثمار السعودي في سياحة الفنادق وبناء مشاريع الترويج السياحي. أين نحن سعادة رجل الأعمال من هيئة الاستثمار التي تفتح أذرعها لكل من شاء أن يأتي إلينا ثم تشحن طائرتك إلى إثيوبيا من أجل هجرة الاستثمار في الفنادق والمنتجعات؟ وأين أنت مع هؤلاء الأثرياء ونحن نعلم أن الحصول على غرفة فندقية هذه الأيام في جدة أو الرياض بات أصعب من الحصول على مقعد شاغر في طائرة مسافرة؟ هل مرت طائرتك المسافرة فوق شواطئنا الغربية أو فوق جازان التي لا تتوفر فيها اليوم غرفة شاغرة؟ صاحب السعادة: كدت أكتب اسمك فاستحيت. حاولت أن أكتب مكان ميلادك لنعرف بعض السبب ولكنني خشيت القانون.

ما زلت أحترم عقد المواطنة حتى ولو أنها مجرد (ستة أحرف).