فيما عقدت أمس الدورة الـ 28 للقمة العربية في منطقة البحر الميت بالمملكة الأردنية الهاشمية، توافقت كلمات كافة قادة الدول العربية على ضرورة التصدي لخطر التنظيمات الإرهابية، واجتثاث هذه الآفة، مع أهمية التوصل إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية، على أساس حل الدولتين، ووفق ما أقرته مبادرة السلام العربية، إضافة إلى إيجاد حلول سياسية للأزمات في سورية واليمن وليبيا.




طالب قادة الدول العربية، أمس، في البيان الختامي للدورة الـ28 للقمة العربية، بوقف التدخلات الخارجية في شؤون دولهم، ودعوا إلى إعادة إطلاق مفاوضات سلام فلسطينية إسرائيلية، جادة وفاعلة، مجددين تمسكهم بحل الدولتين. وأعلن وزير الخارجية عادل الجبير استضافة المملكة للقمة العربية التاسعة والعشرين بالرياض في مارس 2018، وذلك بعد اعتذار الإمارات العربية المتحدة، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الأردنية «بترا». وقال القادة في بيانهم الختامي الذي تلاه أمين عام جامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط «نرفض كل التدخلات في الشؤون الداخلية للدول العربية».


بث النعرات الطائفية

دان البيان الذي حمل عنوان «إعلان عمان» المحاولات «الرامية لزعزعة الأمن، وبث النعرات الطائفية والمذهبية، وتأجيج الصراعات، وما يمثله ذلك من ممارسات تنتهك مبادئ حسن الجوار والقواعد الدولية، ومبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة».

وكان وزراء الخارجية العرب بحثوا في اجتماعهم التمهيدي للقمة مشروع قرار يدين «التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية»، ويطالب إيران بـ«الكف عن الأعمال الاستفزازية التي من شأنها تقويض بناء الثقة، وتهديد الأمن والاستقرار في المنطقة».







مفاوضات سلام جادة

دعا البيان الختامي إلى «إعادة إطلاق مفاوضات سلام تنهي الانسداد السياسي، وتسير وفق جدول زمني ، لإنهاء الصراع على أساس حل الدولتين». وجدد القادة العرب التمسك بمبادرة السلام العربية الصادرة عام 2002، والتي تنص على انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة حتى حدود عام 1967، مقابل إقامة علاقات طبيعية بينها وبين الدول العربية. كما طالبوا دول العالم «بعدم نقل سفاراتها إلى القدس أو الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل». ويأتي هذا الموقف بعد تصريحات للإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترمب، تتحدث عن احتمال نقل السفارة الأميركية من تل أبيب للقدس، مما أثار تنديدا عربيا واسعا.


سورية واليمن

في الشأن السوري، شدد القادة على ضرورة «تكثيف العمل على إيجاد حل سلمي ينهي الأزمة السورية، ويحقق طموحات الشعب السوري، ويحفظ وحدة بلاده، ويحمي سيادتها واستقلالها، وينهي وجود الجماعات الإرهابية فيها». وكلف مجلس الجامعة على المستوى الوزاري ببحث آلية محددة لمساعدة الدول العربية المستضيفة للاجئين السوريين، بما يمكنها من تحمل الأعباء المترتبة على استضافتهم. وأعرب القادة العرب عن «مساندة جهود التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وإنهاء الأزمة اليمنية».




جزر الإمارات

أكد القادة على «سيادة دولة الإمارات على جزرها الثلاث»، ودعوا إيران إلى الاستجابة لمبادرة دولة الإمارات لإيجاد حل سلمي لهذه القضية، من خلال المفاوضات المباشرة أو اللجوء لمحكمة العدل الدولية. وأشار البيان الختامي إلى الأخطار التي تحدق بالعالم العربي، والظرف الصعب الذي التأمت فيه القمة، وأضاف «ثمة أزمات تقوض دولنا وتقتل مئات الألوف من الشعوب العربية، وانتشار غير مسبوق لعصابات إرهابية»، داعيا إلى تكريس جميع الإمكانات للقضاء على الإرهاب واستئصاله ضمن إستراتيجية شاملة.




العراق وليبيا

فيما يخص ليبيا، شدد القادة العرب على «ضرورة تحقيق الاستقرار الأمني والسياسي في ليبيا من خلال مصالحة وطنية». كما أكد القادة «دعمهم المطلق للعراق في جهوده للقضاء على العصابات الإرهابية، وجهود إعادة الأمن وتحقيق المصالحة الوطنية»، في وقت تخوض القوات الحكومية العراقية قتالا ضاريا لإنهاء وجود تنظيم داعش في آخر معاقله في مدينة الموصل.